يتواصل للأسبوع 11 الإضراب المفتوح للأطباء المقيمين، متمسكين بأرضية المطالب المرفوعة للوزارة الوصية التي ما تزال بين مد وجزر مع ممثلي الأطباء للوصول إلى حلول جذرية من شأنها أن تعيد الاستقرار لهذا القطاع الحساس الذي بات يشهد نوعا من الفوضى خاصة في ظل الحركات الاحتجاجية المنظمة على مستوى المستشفي الجامعي مصطفى باشا ما يؤثر سلبا على حالة المريض.
« ثلاثاء الغضب» اليوم الذي أختاره الأطباء المقيمون للتعبير عن تمسكهم بمطالبهم المشروعة على حد تعبيرهم وتذكير المسؤولين بأنهم لن يقبلوا أي مساومات خارجة عن تسوية حالتهم المهنية والاجتماعية، رافضين أي إغراءات من طرف دول أجنبية، متمسكين بالروح الوطنية وواجبهم تجاه شعبهم، حيث نظم في هذا الإطار ما يفوق 10 آلاف طبيب وقفة احتجاجية داخل المستشفى الجامعي مصطفى باشا.
وقفة وان كان الأطباء يرونها بالهامة وورقة ضغط على السلطات لتحقيق مطالبهم التي تصب في إطار تحسين المنظومة الصحية، إلا أن الكثير من المرضى وذويهم اعتبروه تصرفا لا مسؤولا، حيث باتت هذه الوقفات تثير قلق وراحة المريض بسبب الأصوات العالية للأطباء وهم يرددون مطالبهم على رأسها لا «للخدمة المدنية الإجبارية»، مطالبين إياهم بنقل احتجاجاتهم إلى أماكن أخرى بعيدا عن المرضى على حد تعبير السيدة مريم التي أبدت انزعاجا كبيرا للحالة التي يعرفها المستشفى، حيث بات يصعب دخوله بسبب التطويق الأمني واحتكار الأطباء للساحة.
من جهة أخرى وفي ظل تأزم الوضع بين الأطباء والوزارة خاصة بعد الاجتماع الذي جمع أمس اللجنة القطاعية المكلفة بدراسة مطالبهم، مع ممثلي الأطباء بالتزامن مع تنظيم الوقفة الاحتجاجية، حيث انسحب الأطباء المقيمون وقرروا مواصلة الإضراب إلى اجل غير مسمى.
وقد كشف في هذا الإطار الدكتور محمد طايلب الذي كان من المشاركين في الاجتماع أن الانسحاب كان نتيجة غياب ممثلي وزارتي المالية والتعليم العالي وكذا الوظيف العمومي في الوقت الذي تم التحاور مع ممثلي وزارة الصحة في غياب الوزير، المتواجد في كوبا في إطار اجتماع اللجنة الجزائرية الكوبية المشتركة.
وابرز طايلب أن الاجتماع عرف في بداية الأمر مناقشة ملف الخدمة المدنية الخاصة بإلغاء اجباريتها، حيث تم في هذا الإطار تقديم 24 اقتراحا على أن يتم مناقشتها في 3 جلسات غير أن الجلسة اكتفت بمناقشة نقطة واحدة ما يعني انه سيتم تنظيم 32 جلسة أخرى وهو ما اعتبروه تماطلا وربحا للوقت.
وطالب الأطباء المقيمون على حد تصريحات الطبيب طايلب بضرورة تحديد أجندة واضحة لأي اجتماع مع اللجنة المكلفة بدراسة انشغالاتهم وفتح حوار جاد، مؤكدا مواصلة حركتهم الاحتجاجية ومقاطعة الامتحانات، مؤكدا انه يتم التفكير في تقديم استقالة جماعية في حال الوصول إلى أبواب مسدودة مع الوزارة الوصية، داعين إلى إيجاد حلول عاجلة لانشغالاتهم.