طباعة هذه الصفحة

أرجعوا انتشار الجرائم الالكترونية إلى التطبيقات الأجنبية

خبراء: 50٪ من أنظمة الهواتف الذكية موجودة محليا

جلال بوطي

أول صالون مغاربي يجمع المنتجين والمواهب فيفري القادم

أكد خبراء ومختصون في مجال التطبيقات الرقمية، أمس، أن 50 بالمائة من أنظمة الهواتف الذكية المستوردة أو المصنعة محليا يمكن تزويدها بتطبيقات محلية تلائم المستخدم الجزائري لتفادي التطبيقات التي تشكل خطرا على المستعمل، ودعوا إلى الاهتمام بالكفاءات الجزائرية في هذا المجال، بعد انتشار فوضى سواء في التسويق أو الاستخدام.
أوضح مختصون خلال ندوة نظمتها الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، أمس، حول الهواتف النقالة وتطبيقاتها أن الجزائر لديها مواهب وكفاءات عالية في مجال التطبيقات الالكترونية ما تجعلنا في غنى بشكل كبير عن التطبيقات الأجنبية التي باتت تشكل خطرا كبيرا على المستخدمين سيما الأطفال منهم في الآونة الأخيرة.
في هذا السياق دعا الحاج الطاهر بولنوار رئيس جمعية التجار إلى تنظيم سوق الهواتف النقالة سواء فيما تعلق بالتسويق أو الاستخدام، مشيرا إلى أن أسعار الهواتف عرفت مؤخرا ارتفاعا ملحوظا، رغم وجود منتجين جزائريين يعملون على تطوير المنتج الوطني في هذا المجال وان كان ضعيفا ويقتصر على التركيب.
من جهته، ذكر لمين اوباييش مختص في التطبيقات الرقمية وصاحب مؤسسة في مجال الرقميات أن انتشار الجرائم الالكترونية مؤخرا في الجزائر يرجع إلى غياب الاهتمام بالكفاءات والمواهب الجزائرية التي لم تستغل بشكل كبير في الترويج لمنتجاتها.
تطرق المتحدث أيضا إلى ظاهرة التطبيقات الخطيرة على الأطفال على غرار تطبيق لعبة «الحوت الأزرق» الذي أدى إلى انتحار عدد من الأطفال، موضحا أن هناك تطبيقات تم ابتكارها محليا لكنها تبقى حبيسة أصحابها الذين لم يجدوا طرقا للترويج في ظل المنافسة الأجنبية وتفضيل التطبيقات الأجنبية.
عن أسباب عزوف منتجي الهواتف المحلية أو الأجنبية بالجزائر البالغ عددها 10 مؤسسات منها 6 شركات وطنية و4 أجنبية، قال سعيد بن مصباح صاحب «مؤسسة إني سمارت» المتخصصة في التطبيقات الرقمية إن المتعاملين يفرضون على المستهلك تطبيقات خاصة رغم أن الكثير منها يشكل خطرا على المستخدم.
كما أعلن بن مصباح عن تنظيم أول معرض مغاربي حول الهواتف النقالة والتكنولوجيات الرقمية بالجزائر أيام 23،22.21  فيفري القادم بقصر الثقافة مفدي زكرياء، وذلك بمشاركة خبراء دوليين من فرنسا واسبانيا ويهدف بالأساس إلى جمع المنتجين المحليين بالمؤسسات المتخصصة في تطبيقات الهواتف النقالة.
من المنتظر حسب المتحدث تنظيم لقاءات بين كل الفاعلين في مجال التكنولوجيات الرقمية لبحث مشكلة سوء استخدام الهواتف، حيث ارجع انتشار الجرائم إلى غياب ثقافة لدى الجزائري حول التعامل مع الهاتف المحمول بشكل ايجابي.
في هذا السياق وقعت اللجنة الوطنية لتجار الهواتف النقالة التابعة لجمعية التجار اتفاقية مع مؤسسة «إني سمارت» التي ستنظم الصالون المغاربي شهر فيفري لإيجاد أرضية وطنية لربط علاقات مع المنتجين والمستهلكين وكذا المواهب الشابة التي أكد الخبراء إننا بحاجة إلى اهتمام أكبر لسد الفراغ الحاصل في الساحة الوطنية فيما يتعلق بالتطبيقات الرقمية.
وطرح المختصون قضية الأمن المعلوماتي الذي يعد هو الآخر تحديا كبيرا في ظل انتشار التطبيقات الأجنبية التي لا تخضع في كثير من الأحيان إلى رقابة، في حين أفادوا أن 50 بالمائة من أنظمة الهواتف النقالة موجودة بالجزائر ويمكن الاعتماد عليها لتفادي الأجنبي الذي قد يزداد سوء استعماله مستقبلا.