تجري اليوم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وقائع اليوم الثاني من اشغال القمة الافريقية 30 المرتقب أن تتوج ببيان ختامي يتضمّن ما توصل اليه الزعماء المشاركون من تفاهمات حول القضايا والمسائل المطروحة.
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية، أمس، التي حضرها أكثر من 40 زعيما من القارة السمراء، إعلان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، عن انتقال رئاسة الاتحاد من رئيس غينيا ألفا كوندي إلى الرئيس الرواندي بول كاغامي.
كما تضمنت الجلسة عددا من الكلمات ألقاها زعماء ورؤساء حكومات أفارقة في هذه القمة التي حضرها أيضا كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسالم محمد سالم، آخر أمين عام لمنظمة الوحدة الإفريقية (2002) قبيل تحوّلها للاتحاد الإفريقي.
وقد منح الاتحاد الأفريقي الرئيس الفلسطيني حق إلقاء كلمة ليصبح الرئيس الوحيد من خارج أفريقيا الذي يلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية.
وأبرز ما ميّز انطلاق هذه الدورة، مشاركة الرئيس النيجيري محمد بخاري إثر غيابه عن قمتين سابقتين لدواعٍ صحية، كما يشارك لأول مرة رئيس سيراليون المنتخب، جورج ويا، لاعب كرة القدم المشهور.
موريتانيا تحتضن القمة القادمة
حضر رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير، الذي تغيب عن عدد من القمم الإفريقية الماضية بسبب الصراع الدائر في بلاده منذ منتصف 2013، وغاب عن الجلسة المغلقة رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز، الذي تستضيف بلاده القمة الإفريقية المقبلة في جوان القادم
تجدر الإشارة إلى أن القمة الحالية تنعقد تحت شعار “الانتصار في مكافحة الفساد”.
غير أن القضايا التي يتناولها هذا التجمع الأفريقي لا تقتصر على محاربة الفساد وحده، فهناك ملفات أخرى يناقشها من أبرزها التطرف والإرهاب في القارة وسبل مكافحته، والنزاعات وعدم الاستقرار في كل من الصومال ودولة جنوب السودان وليبيا، والتي احتج الاتحاد الأفريقي على تدخل الأجانب فيها.
وتبحث القمة كذلك كيفية تعزيز التكامل الاقتصادي والتجارة البينية بين دول الاتحاد، ومكافحة المجاعة والفقر.
وعلى هامش القمة، عقد مجلس السلم والأمن الأفريقي أمس الاول جلسة ترأسها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية لشهر جانفي.
وخاطب الجلسةَ الأمينُ العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي دعا إلى مقاربة مستدامة قوامها التعاون والتنسيق للتصدي لخطر الإرهاب.
وقال غوتيريس في كلمته إن “الاتحاد الأفريقي شريك أساسي في مواجهة التحدي العالمي الذي تمثله المجموعات الإرهابية”.
وفي معرض تشديده على أن الإرهاب لا يشكل تهديدا للسلم والأمن فحسب بل يطال كذلك التنمية المستدامة، طالب غوتيريس المجتمع الدولي بحشد الموارد دعما للدول الأفريقية في سعيها لإيجاد توازن بين الأمن والتنمية.
الاندماج والتعاون
أبرز رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي. موسى محمد فقي امس بأديس أبابا ضرورة الاسراع في اصلاح الاتحاد حتى يصبح قادرا على الاستجابة لتطلعات القارة في مجال السلم والتنمية.
قال السيد فقي “إن أداتنا الأساسية هي الاسراع في اصلاح الاتحاد الافريقي واندماج ما بين الدول الأعضاء وجهود ترقية السلم” مضيفا أن “الاصلاحات عرفت تقدما ملحوظا”.
وأوضح في هذا السياق أن “العدد المتزايد للدول التي تطبق ضريبة 2ر0 في المائة على الواردات المعنية لهو دليل قاطع” فضلا عن الاشتراكات التي لم يسبق لها مثيل في سبيل تحقيق السلم.
وأكد السيد فقي أنه “لابد من تجسيد محاور أخرى للإصلاحات وهي لا تقل أهمية لاسيما تقسيم العمل بين المفوضية الافريقية والتكتلات الجهوية الّأخرى”.
وفي هذا الصدد. كشف رئيس المفوضية أن المرحلة الأولى من المفاوضات حول منطقة تبادل حر قاري “تم اجتيازها بنجاح”. موضحا أنه من المنتظر أن تصادق القمة ال30 على الاتفاقية الخاصة بذلك.
كما دعا السيد فقي إلى إطلاق السوق الموحد في إطار أجندة 2063 من أجل المصادقة على بروتوكول التنقل الحر للمواطنين الأفارقة في القارة عن طريق إنشاء جواز سفر إفريقي.