5 ممتلكات عقارية ثقافية مصنفة من ضمن 422 محصاة على مستوى الولاية
مدير السياحة بتيارت: يجب استهداف تلاميذ المدارس لكونهم سياح المستقبل
تتميز المواقع الأثرية لولاية تيارت بأثار تحمل في طياتها الكثير، غير أنه لا تزال بعض معطياتها التاريخية مجهولة إلا أن الخصائص الأثرية التي تتميز بها تؤهلها لان تكون أقطابا سياحية هامة مستقبلا وقصد تفعيلها يجب إشراك العديد من الفاعلين ولا سيما المديريات الولائية، والمهتمين بالشأن الثقافي والسياحي
لتسليط الضوء على السياحة الثقافية وكيفية وضع آليات للرفع من تفعيلها ونظرة القائمين عليها قصدنا مديرية السياحة والصناعات التقليدية، ودون موعد مسبق استقبلنا مدير السياحة بخشي غوثي والذي أكد في حديث لـ “الشعب” أنه وقبل الشروع في الحديث أظهر لنا كتيب هو بصدد نشره قريبا يوضع فيه دراسة حول تعليم تلاميذ المدارس أبجديات السياحة وثقافتها، وقد أطلعنا على مسودة للكتاب يحوي على رسومات، وتمارين تطبيقية يجيب من خلالها التلميذ على أسئلة تحفزه على الاطلاع على ملف السياحة مثلا يوق السيد غوثي إذا أردنا تزويد موقع سياحي بالماء يتطلب تدخل مديرية الموارد المائية وإذا أردنا إنارة موقع بالكهرباء يجب أن يكون عبر شركة توزيع الكهرباء والغاز وهكذا، فقطاع السياحة له ثقافة خاصة.
اكد غوثي بخشي انه من بين 422 موقع سياحي بولاية تيارت لم يصنف منها سوى 5 ممتلكات عقارية ثقافية، واكد لنا هذا الأخير انه لا يمكن فصل قطاع عن اخر اذا اردنا النهوض بقطاع السياحة فالكل متصل ببعض، وعن المناطق Bو المواقع الاثرية السياحية المصنفة ذكر غوثي ان الخمسة المصنفة هي الممتلك الثقافي لجدار ببلدية فرندة ومحاذاة بلدي مدروسة وهو عبارة عن قاعدة مربعة يعلوه هرم مدرج وطول قاعدة ضريحه قرابة 35 متر وعن ارتفاع 4 امتار وبعمق 1.10 متر تحت سطح الارض ويعود تاريخه الى مملكة الونشريس وقت امارة الملك ماستيغاس وتم تصنيفه في 23 جوان 1913.ثاني موقع مصنف هو بلاد توتة القانية وهو عبارة عن مغارات بتاوغزوت قلعة بني سلامة بفرندة اين دون ابن خلدون مقدمته ويعود تاريخها إلى 72 سنة قبل الميلاد ويقال إن الانسان القديم سكن هذه المغارات وجعلها الرومان قلعة حصينة لهم وسكنها بنو هلال وتاريخها عريق وهي ملك عمومي للدولة وحسب وثيقة استلمنا نسخة منها صنفت سنة 1913 حسب الجريدة الرسمية سنة 1968.
اما الموقع المصنف الثالث هو الممتلك الثقافي كولومانطة ببلدية سيد الحسني بدائرة مغيلة وهو عبارة عن ترسيبات رملية طينية في الهواء الطلق ويضم بقايا لحقبة ما قبل التاريخ و تمتد على مسافة 30 متر وتنتشر فوقها كتل حجرية كبيرة سقطت من المنحدر القريب منها ويؤرخ الموقع بالفترة البرومغربية ويتفق على أن الانسان البدائي المعروف باسنان كولمناطة قد عاش بالمنطقة منذ تاريخ 6330 قبل الميلاد.
صنف سنة 1951 حسب الجريدة الرسمية
الممتلك الثقافي السياحي الآخر هو تاقدمت ببلدية تاقدمت وهو عبارة عن بقايا عمرانية قديمة لمدينتين تاريخيتين متقابلتين وبقايا لسور دفاعي لا زال باقيا حتى الآن. تم تعمير الموقع بـ 3 مراحل وقد وفد اليها عبد الرحمان بن رستم مؤسس الدولة الرستمية بتيهرت وأقام بها دولة عظيمة و بعد سقوط دولته بقيت اثارها حتى الآن. تم تصنيف المرافق بتاريخ 26 ديسمبر 1978الممتلك الخامس المصنف هو الحرس الوطني شاوشاوة بكارمان مهد تربية الخيول وسلالاتها وهو موجود بمدينة تيارت أنشا سنة 1874 كمركز عسكري لتربية الخيول لغض الحفاظ على السلالة وصفاء الجواد العربي الاصيل ويقام لها مهرجان سنويا بتيارت وهو ملك عمومي يعود تصنيفه رسميا لسنة 1999 بولاية تيارت اثار لزوايا و مباني و اودية و مارات و غيرها تنتظر دورها من العناية والدراسة ولا سيما من قبل الأنثروبولوجيين.
وحسب مدير السياحة بتيارت فإن تيارت تزخر بمواقه هامة وكبيرة من شأنها ان تجلب السياح والمهتمين بدراسة التراث والباحثين الجامعيين، وهناك برنامج لمديرية السياحة يدوم الى 6 سنوات لدراسة جميع المقترحات والمواقع هو في مرحلته الرابعة حيث يحتوي على 5 مراحل مهمة وتعكف المديرية على تصحيحه وتدوينه ليصبح مرجعا هاما للسياحة وسيكتمل المشروع خلا ل ست سنوات.
وعن الثقافة السياحية دائما زرنا مديرية الثقافة للسؤال عن تعريف دقيق للمصطلح حيث استقبلنا موظف بمديرية الثقافة وتحفظنا على ذكر اسمه لكونه يستلزم رخصة من مدير الثقافة فاستجبنا لطلبه يقول هذا الموظف إن السياحة الثقافية بدأت تتجسد من خلال البحوث التي تنجز من طرف طلبة الجامعات واهتمام باحثين في المجال ولا سيما عن الموروث الثقافي المحلي و ووصل الامر باهتمام البعض إلى التوجه الى مواقع غير معروفة وجلب معلومات تفيد الكثير من المواطنين والباحثين، ويبقى الاهتمام بالمرشدين والمكلفين بالحراسة من الاولويات، كما يبقى دور الإعلام جد مهم في التعريف بالموروثات الثقافية.
السياحة الثقافية لا تحتاج إلى أموال باهظة ولا الى مجهود فكري كثير وان الكثير من المناطق السياحية تفتقر الى عناية ودراسة كشلالات سيدي واضح التي يزورها كثيرون ويتمتعون بجمالها ومياهها المتدفقة لكنها تفتقر الى مرافق رغم قربها من الطريق الوطني رقم13 وتفتقر حتى الى مياه الشرب أو مقهى أو دليل يدل السائح، كذلك مناطق أخرى بمنطقة المرت ببلدية شحيمة، ومنطقة بن دريس بمدريسة ومناطق بالرصفة والسوقر وعين الذهب، ويبقى الخلل في تقرب أهل السياحة والثقافة من مجالالتهم، والسياحة لا تحتاج الى التقرب منها لكون المهتمين بشأنها هم من يجلبون لها السياح والموضوع طويل ومتشعب ربما سنعود إليه في مراسلة أخرى.