طباعة هذه الصفحة

أراد نقل تجربته للشباب عن طريق «الشعب»

الشاب مهدي صالحي حقق طموحه بإنتاج فحم «بيو» سيصدر إلى الخارج

جعل من تدوير النفايات الزراعية مشروعا حيويا ذا مرودية اقتصادية

في إطار استرجاع المخلفات وإعادة استعمالها استثمر مهدي صالحي في مجال تدوير المخلفات الزراعية والمتمثلة في نواة الزيتون والبرقوق، التي تلقى كنفايات، وتحويلها إلى فحم «بيو»، مما يساهم في حماية الغابات من القطع العشوائي والاعتداءات للحصول على هذه المادة، وقد لخص في حديث لـ «الشعب» المراحل التي مرت بها المشروع.
حياة كبياش
مهدي صالحي شاب متحصل على شهادة تقني سامي في الإعلام والتسيير، جسد مشروعه بعد الاستفادة من آلية دعم تشغيل الشباب «انساج»، في البداية كان يستورد الفحم من الخارج، لكنه قرر بعد ذلك إنتاجه، من خلال استرجاع النفايات الزراعية، منها نواة الزيتون التي في الغالب تلقى في البحر، فتلوث مياهه بسبب الزيت التي تحتويها، حيث تمكن من تحويلها إلى مادة فحم ( من أجود أنواعه )، من خلال عملية حرق لا تخلف الدخان الذي يضر بالبيئة والصحة.

من الاستيراد إلى إنتاج 200 طن من الفحم «بيو» سنويا

يندرج مشروع مهدي في إطار حماية البيئة من خلال استرجاع وإعادة تدوير النفايات، وقد أفاد بأنه ينتج ما لا يقل عن 200 طن في العام من مادة الفحم «بيو»، وهو يتحصل على المادة الخام من المناطق المعروفة بإنتاج الزيتون على غرار بجاية، تيزي وزو، جيجل وحتى تبسة التي توجد فيها مؤسسته، وقد جاءته طلبات من بعض الدول على غرار كندا وقطر التي أجرت معه مؤخرا اتصالات بشأن توفير كمية من هذا الفحم الذي ينتجه.

إخترع آلة تحول نواة الزيتون إلى فحم

يدير صالحي مؤسسة « البادية لصناعة الفحم « منذ 2010، وقد قام سنة 2015 باختراع آلة تحول نواة الزيتون إلى فحم، تحت درجة حرارة تصل إلى 400 درجة، دون أن تؤدي العملية إلى إطلاق دخان، وذكر انه يقوم كذلك بتدوير الفحم المستعمل في محلات بيع الشواء، وحتى الفحم الناتج عن احتراق الغابات، حيث يقوم بعملية التفحم للمادة، ليحصل على ( عجينة الفحم)، ويضعها في قوالب مختلفة الأشكال، حسب الشكل الذي يطلبه الزبون.
ولا يتوقف طموح هذا الشاب عند هذا الحد رغم بعض المشاكل التي اعترضت طريقه في بداية تجسيد المشروع، لكن إرادته كانت أقوى، فجسد مشروعه الأول المذكور آنفا، ويسعى لتجسيد مشروع ثاني، والذي يتمثل في إنتاج « الفحم الحيوي» بإعتماد تكنولوجيا متطورة، والذي يمكن استعماله في صناعة السكر الذي يكلف فاتورة استيراد باهظة، وكذا زيوت المحركات، كما يمكن استخدامه في تحلية مياه البحر...  لكنه يحتاج إلى مساحة أرضية لتجسيد هذا المشروع، مشيرا إلى انه لا يوجد أي بلد عربي ينتج هذه المادة حاليا.

توسيع المشروع يواجهه ثقل الإجراءات البيروقراطية؟

قال لنا صالحي انه يشغل حاليا 50 عامل (منصب مباشر) موزعين على المعمل والورشات، وقد تحصل على قطعة ارض، ليوسع من مشروعه، لكنه اصطدم بالعراقيل البيروقراطية التي أبقت هذا الأخير رهينتها، وهو ما يزال يعاني من ثقل الإجراءات الإدارية للحصول على عقد الامتياز الخاص بقطعة الأرض هذه، مؤكدا أن مشروع التوسعة سيمكنه من مضاعفة عدد العمال إلى 100 أو يزيد عن ذلك.
ويتطلع إلى مضاعفة عدد اليد العاملة بعد تجسيد مشروع التوسعة، غير أن هذا الأخير ما يزال رهين الإجراءات البيروقراطية، لأن المتحدث ما يزال يعاني من ثقل الإجراءات الإدارية، للحصول على عقد الامتياز الخاص بقطعة الأرض التي سيقيم عليها التوسعة، ويناشد السلطات المعنية بتذليل هذه الصعوبات، مذكرا انه قام بتسديد القروض التي تحصل عليها بواسطة وكالة دعم تشغيل الشباب «أنساج».