دعا زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل إلى إجراء تصويت بشأن الموازنة اليوم الاثنين، بينما احتشد الآلاف في مدن أميركية عدة للمشاركة بمسيرات احتجاج بالذكرى السنوية لتنصيب الرئيس دونالد ترامب.
وكان المشرعون قد فشلوا في التوصل إلى اتفاق على موازنة مؤقتة يمنع توقف عمل الحكومة الفدرالية، حيث لم يصوت عدد كاف في مجلس الشيوخ على مقترح قدمه الجمهوريون لتمديد التمويل لأربعة أسابيع.
وتأمل الأغلبية الجمهورية في إقرار موازنة للعام 2018 تعزز النفقات العسكرية، أحد وعود الحملة الانتخابية لترامب، الذي اعتبر أن القوات المسلحة تنقصها التجهيزات بعد أكثر من 16 عاما من الحروب بلا توقف.
من جهتها، تطلب الأقلية الديمقراطية مقابل تصويتها على الموازنة إيجاد حل لنحو 690 ألفا ممن يسمون “الحالمين” (دريمرز)، وهم من المهاجرين الشبان والكبار الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير نظامي عندما كانوا أطفالا وباتوا مهددين بالطرد بعد إلغاء برنامج “داكا” الذي أقرته إدارة باراك أوباما ومنحهم تصريحا مؤقتا بالإقامة.
ويجمع الجمهوريون على ضرورة تنظيم وضع “الحالمين”. لكن ترامب يطالب في المقابل بالتصويت على تمويل لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، وعلى إجراءات أخرى ضد الهجرة، بينها وضع حد لما يسميها “الهجرة المتسلسلة” (لمّ شمل الأسر) ووقف العمل ببرنامج القرعة السنوي للحصول على الإقامة (غرين كارد).
إغلاق وسخط
وقد دخل الإغلاق الجزئي للإدارات الفدرالية الأميركية حيز التنفيذ السبت بعد فشل محاولة التوصل إلى تسوية بشأن الميزانية رغم المفاوضات المكثفة بين الجمهوريين والديمقراطيين وتدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعبّـر ترامب، عن سخطه بسبب الأزمة التي تسببت في إغلاق المؤسسات الحكومية الفيدرالية. وقال في تغريدة على تويتر إن الأزمة سببها حسابات سياسية ضيقة وإن الديمقراطيين أرادوا أن يقدموا له هدية جميلة في الذكرى السنوية الأولى لولايته.
مسيرات واحتجاج
يأتي ذلك بينما احتشد آلاف المتظاهرين في العاصمة الأميركية واشنطن وفي نيويورك ولوس آنجلوس ومدن أخرى، للمشاركة في مسيرات احتجاج بالذكرى السنوية الأولى لتنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وتحاكي مظاهرات هذا العام المظاهرات التي انطلقت العام الماضي بُعيد انتخاب ترامب رئيسا، وشهدت خروج مئات آلاف النساء والرجال، ملوحين بشعارات تدعم حقوق المرأة، وتدين سياسات ترامب تجاه النساء والمهاجرين واللاجئين.
في سياق متصل، تجمع عشرات المتظاهرين خارج السفارة الأميركية في مكسيكو سيتي، للتنديد بسياسات الرئيس الأميركي.
انخفاض ثقة العالم بأميركا
سجلت نسبة ثقة دول العالم بالولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب انخفاضا جديدا إذ بلغت 30% بعد عام من حكمه.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية نتائج استطلاع أجراه معهد غالوب الأميركي، وأشار فيه إلى أن هذه النسبة هي الدنيا منذ بدء المعهد إجراء هذا الاستطلاع قبل نحو عقد، وهو أقل بكثير من المعدل المسجل في عهد الرئيس السابق باراك أوباما الذي بلغ 48%.
ورأت الصحيفة أن النتيجة تؤكد مخاوف محللين من أن شعبوية ترامب وشخصيته المتقلبة يضعفان تماسك الديمقراطيات الغربية في وجه الصعود المتنامي لأنظمة وصفها المعهد بأنها استبدادية، فضلا عن موجة التعصب وكره الأجانب التي تتصاعد في عدة دول أوروبية.