عرفت شعبة تربية المائيات بولاية سيدي بلعباس انتعاشا كبيرا في الآونة الأخيرة، حيث توسّعت تربية الأسماك بالمستثمرات الفلاحية بنسبة 40 بالمائة،أي ما يعادل 900 حوض مائي متواجد بحوالي 21 بلدية بعدما كان العدد يقتصر على 3 بلديات سابقا.
مثّل اليوم الإعلامي التحسيسي حول الاستثمار في التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة، والذي نظمته مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية بالتعاون مع مديرية المصالح الفلاحية وبالتنسيق مع الغرفة الفلاحية، غرفة الصيد البحري، محافظة الغابات ومختلف الشركاء، موعدا حقيقيا للفلاحين وللشباب في التعرف على التجارب الناجحة لعديد المستثمرين المحليين في تربية الأسماك داخل احواض السقي، وللتعرف أيضا على آليات ممارسة هذا النوع من الأنشطة الفلاحية، وأهميته في مضاعفة المنتوج وتنوعيه وتوفير حصص من البروتين السمكي الموجه للإستهلاك بالمناطق الداخلية.
وأبرز مدير الصيد البحري وتربية المائيات حمو فاطمي، أنّ امكانية الاستثمار في تربية المائيات بالولاية أصبحت متاحة من خلال الدعم التقني والمالي من اجهزة التشغيل، فضلا عن توفر صغار السمك بفضل المفرخة الجهوية بالطابية والتي تعد ثاني مفرخة وطنيا بعد تلك الموجودة بولاية سطيف، حيث تنتج سنويا 2,2 مليون من اليرقات، وتموّن حاليا 24 ولاية من الغرب والجنوب الغربي للوطن ما يحقّق اكتفاءا في إنتاج اليرقات من شأنه التخلي عن استيرادها من دول أجنبية. هذا وكانت المفرخة ومنذ تحويلها من بلدية المرحوم جنوب الولاية إلى سد الطابية قد عرفت عملية توسعة من خلال إنجاز 10 أحواض إضافية، تتراوح سعتها ما بين 3500 متر مكعب إلى 10500 متر مكعب لإنتاج يرقات خاصة بثلاث أنواع من الأسماك، الشبوط الفضي، البلطي والنيلي بالإضافة إلى القط الإفريقي، وهي الأنواع التي تتلاءم مع مناخ المنطقة ولها خصوصية السرعة في التكاثر وبأقل التكاليف، كما تساهم المفرخة أيضا في إنتاج الأسمدة الطبيعية من خلال تحويل مخلفات الأسماك وإستغلالها في مجال الزراعة وتهيئة الأراضي بالسماد الطبيعي.
هذا ويستفيد المستثمرون الجدد أيضا من التجارب الناجحة وجعلها كمرجعية، وكذا المرافقة الدائمة من قبل المديرية في مجالي التدريب والمتابعة. هذا وحثّ الشباب والمتخرجين من الجامعة والمعاهد للإستثمار في هذا القطاع، والإندماج لتحقيق تنمية محلية وتنويع في الإقتصاد.
من جهته أوضح سيد أحمد الواحلة، إطار بالمديرية، أن أكثر الأسماك إنتاجا بأحواض السقي بالولاية هي أسماك القط التي تعتبر أكثر الأسماك مناسبة للإستزراع، حيث لا تتطلب الكثير من الهواء ويصل وزنها حتى 15 كلغ، فضلا عن الشبوط الأحمر والرمادي الذي يشبه أسماك المياه المالحة، كما أشار إلى الدور الكبير الذي تلعبه هذه الأسماك في أحواض السقي، والتي تمكن الفلاح من الإستغناء بنسب كبيرة عن الأسمدة الآزوتية.