ظاهرة تفاقمت و تعدت حدود الزمان والمكان
احتضنت دار الثقافة “مالك حداد” بقسنطينة أمس، ندوة حول “تأثير الجريمة الالكترونية على المجتمع والمؤسسات والطفولة “، نظمتها جمعية المواطنة وحقوق الإنسان بالتعاون مع مركز الوقاية للدرك الوطني .
في كلمة ألقاها محمد الطاهر ديلمي نيابة عن رئيس الجمعية “ الهاشمي كوسة “، قال أن الجريمة الالكترونية والعالم الافتراضي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على المؤسسات و الأطفال بالتحديد، وأن الرأي العام، لاتهمه في الوقت الحاضر سوى تسيير الأزمات عوض وضع الاستراتيجيات، مؤكدا، أن الفضاء الافتراضي هو الذي أصبح يؤثر في المجتمع وليس العكس، مطالبا في ذات السياق ضرورة تحرك كل أطياف المجتمع لمحاربة هذه الظاهرة بمشاركة جل القطاعات .
أضاف المتدخل، أن الأمر إذا بقي على حاله فان أبناءنا سيكونون رهينة هذا العالم الافتراضي ولا نستطيع بعدها التحكم فيهم مستقبلا.
من جهته أكد الرائد “ فريد رمشية “ من مركز الوقاية من جرائم الإعلام الآلي وجرائم المعلوماتية ومكافحتها، التابع للدرك الوطني، أن العالم الافتراضي خلق طفرة هائلة في المجتمع وان هناك تناميا كبيرا لهذه الظاهرة التي تولدت عنها مشاكل عويصة فالمركز ـ كما أضاف ـ يقوم يوميا بتحقيقات ميدانية لهذه الجرائم والتي أصبحت لا تعترف بالحدود الزمنية والمكانية وهو ما يمثل الخطر الأكبر في هذه الظاهرة السلبية .
وكشف ذات المتحدث، أن مركز الدرك الوطني،عالج خلال سنة 2017 نحو 909 قضية لها علاقة مباشرة بالانترنيت، كما أن هذه القضايا في تزايد مستمر و هي تمس في الواقع بخصوصيات الحياة الخاصة للأشخاص وتتعداها أيضا إلى أفعال التهديد والابتزاز، وجرائم أخرى عديدة لها علاقة بالانترنيت .
و عن مستخدمي عالم الانترنيت في الجزائر، كشف ممثل مركز الدرك الوطني سالف الذكر ، أن نحو 29 مليونا يستخدمون وسيلة الانترنيت، في حين يبحر في هذه الوسيلة يوميا نحو 13 مليون شخص ، كما أن عدد المشتركين في الفيسبوك يبلغ 19 مليونا، مؤكدا أن العالم الافتراضي أصبح حقيقة لابد أن نعيشها و نرافق أطفالنا من خلال هذا العالم حيث نتقاسم معهم المعلومة حتى لا نقع في المحظور.
و في مداخلة حول “ تأثير الألعاب على سلوك الأطفال”، عرج الأستاذ “ قاسم إلياس”، مختص في الإعلام الآلي وأمن المعلومات، على تاريخ هذه الألعاب عبر “النت” ووسائل الإعلام الآلي المختلفة ، حيث ذكر بالألعاب الايجابية والتي تعمل على تنمية القدرات العقلية للأطفال، والألعاب السلبية التي تحث على العنف واستخدام وسائل الجريمة المختلفة، مشيرا إلى أن من يقف و راء هذه الأعمال مؤسسات كبيرة بلغت عائداتها سنة 2017 نحو 108 مليار دولار وهي في الحقيقة لا تتوخى سوى الربح لا غير.