ثمن الخبير الأمني عبد الحميد العربي شريف، عملية إحباط الاعتداء الإرهابي الذي استهدف قاعدة تيقنتورين، بمناسبة مرور خمسة سنوات عليها ووصفها بـ»البطولية»، وانها تستحق أن تكون فيلما تنجزه استديوهات هوليوود ، بالنظر للاحترافية التي تعامل بها الجيش الوطني الشعبي وقال العقيد المتقاعد لدى نزوله ضيفا على «ضيف تحرير الشعب» : «فبعد مرور 5 سنوات على عملية تيڤنتورين البطولية، التي حرص رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على متابعتها، عن كثب، فإنه يجدر بنا اليوم بهذه المناسبة الكريمة، أن نؤكد حرصنا على تقديم أسمى آيات التقدير والاحترام والعرفان لكل هؤلاء الذين تشرفوا بالقيام بها من بدايتها إلى نهايتها بكل عزيمة وإصرار وتضحية، سواء وحدات الجيش الوطني الشعبي أو مختلف الأسلاك الأمنية الأخرى، وأسهموا بهمة عالية وإرادة فولاذية في نجاحها في ظروف لم تكن عادية على الإطلاق».
و أضاف العقيد المتقاعد عبد الحميد العربي الشريف أن ذلك الاعتداء فتح أعين الجزائر على ضرورة اعادة هيكلة جهاز الاستخبارات ليصبح اكثر قدرة على التكيف مع التحديات الجديدة التي فرضتها ظاهرة الارهاب و في الصدد قال الخبير الامني العربي الشريف أن الخبرة التي اكتسبتها الجزائر هي التي سمحت لها باستحداث فرق خاصة للتدخل في مختلف الاسلاك الامنية على غرار تلك التابعة للمخابرات و الدرك الوطني و الجيش الوطني الشعبي و هذه الفرق المتخصصة مثل القوات الخاصة هي التي نفذت عملية تحرير الرهائن في المركب الغازي لتغنتورين بطريقة احترافية حيث استطاعت انهاء ذلك الكابوس بأقل الاضرار.
و على صعيد الخبرة التي اكتسبها الجيش الجزائري في مكافحة ظاهرة الارهاب قال عبد الحميد العربي الشريف انها كانت مستقاة من الميدان الذي كان المحك الحقيقي للجيش الجزائري في مكافحة الارهاب بوسائل بسيطة بسبب الحصار الذي كان مفروضا على الجزائر في تلك الفترة و التي جعلتها تواجه الارهاب الدموي بالإمكانيات المتوفرة و لم تتلق المساعدة من أحد و لكن رغم ذلك قال العقيد المتقاعد أن الجيش الجزائري استطاع قلب المعادلة لصالحة و أصبح هو من يباغت الجماعات الارهابية في جحورها اين كانت تختبئ في تلك الاماكن التي قال انها لا تصل اليها أشعة الشمس و كانت تتخذها الجماعات الارهابية كقواعد خلفية تنفذ من خلالها اعتداءتها.
في الصدد عاد عبد الحميد العربي الى السنوات التي كانت تنفذ فيها تلك الجماعات الارهابية المجازر في حق المدنيين العزل و هنا اعاد ذلك الى اليأس و الاحباط الذي اصاب تلك الجماعات بعد الضربات القاسية التي تلقتها من الجيش الوطني الشعبي و الاسلاك الامنية الاخرى التي جعلتها تنتقم من المواطنين العزل في المداشر و القرى لبث الارتباك و الفوضى.