واصل الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة بورقلة في يومها الثاني بتفتيش وتفقد عدد هام من الوحدات المنتشرة بإقليم كل من القطاع العملياتي جنوب شرق جانت والقطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس وعقد لقاءات توجيهية مع إطارات وأفراد وحدات هذين القطاعين.
السيد الفريق وفي جميع محطات تفقد هذه الوحدات، على غرار اللواء 41 مدرع، تابع عروضا شاملة حول مهامها، وعاين عن كثب مختلف مرافقها وتجهيزاتها، كما أسدى جملة من التوصيات والتعليمات تتعلق جميعها بضرورة مواصلة بذل الجهود المثابرة من أجل تحقيق التطور المرغوب وجودة الأداء العملياتي المتكيف مع طبيعة المهام العظيمة المسندة، مؤكدا في كل مرة أمام إطارات وأفراد الوحدات أن التكوين عالي المستوى والتحضير القتالي الجيد وتوفر العتاد المتطور والتجهيزات الحديثة ذات التكنولوجيات العالية الجودة، كلها عوامل مهمة وضرورية لبناء القوة الحقيقية للجيش إذا اكتملت بعامل أساسي هو قدرة الفرد العسكري على الاستفادة من هذه العوامل وتوظيفها توظيفا حسنا وناجعا من أجل بلوغ منتهى الجاهزية العملياتية والقتالية المرغوبة. وهو ما سجله السيد الفريق فعلا وميدانيا وبارتياح كبير على مستوى جميع هذه الوحدات.
إثر ذلك وبمقر القطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس، التقى السيد الفريق، مرفوقا باللواء عبد الرزاق الشريف قائد الناحية العسكرية الرابعة، بأفراد وحدات هذا القطاع العملياتي، أين ألقى كلمة توجيهية تابعها جميع أفراد وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر عن بعد، أكد في بدايتها على أهمية هذا اللقاء الذي يأتي مع بداية السنة الجديدة 2018، مجددا بالمناسبة التذكير بالجهود الكبرى التي بذلت وتُبذل من أجل الدفع بعجلة تطور قواتنا المسلحة إلى مستوياتها العليا:
«فمن هذا المنظور بالذات، فإنني ألح كثيرا على أن تكون درجة التطور المحقق في كافة نواحي المهنة العسكرية على مستوى جميع مكونات قواتنا المسلحة، متوافقة تمام التوافق، مع ما بذل من جهد ومع ما سخر من وسائل وإمكانيات مادية وبشرية وتجهيزية وتسليحية، ومع ما خطط من أهداف، هذه الأهداف المنشودة الطموحة والمشروعة التي ترمي جميعها إلى اكتساب كل مقومات القوة العسكرية، تطبيقا لمحتوى الإستراتيجية المتكاملة المـتبناة في السنوات القليلة الماضية».
السيد الفريق أكّد على أن الجيش الوطني الشعبي ماض بهمة عالية وطموح شديد، نحو مواصلة مشوار تطوره على أكثر من مستوى، وأنه بحاجة ماسة ودائمة إلى سواعد وعقول أبنائه وبحاجة إلى عملهم المخلص وجهدهم المتفاني وانضباطهم القوي وثباتهم على الوفاء بعهد الشهداء الأبرار:
«هذه الإستراتيجية المبنية على رؤية متبصرة وجلية، وضعت لها المناهج المناسبة، وحددت لها المرامي المرغوبة، واعتمد من أجل إنجاحها على رعاية ودعم وتوجيهات فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، إستراتيجية، قوامها الأساسي هو العنصر البشري العازم، وغايتها النبيلة الكبرى، هي النهوض الكامل والحقيقي بقدرات الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، من خلال حسن توظيف مـــنّــة الله وكرمه على وطننا، المتمثلة في ما أصبغه على الإنسان الجزائري عبر كافة أرجاء البلاد، من عبقرية ذاتية يحق له أن يفتخر بها، وإرادة قوية يتميز بها، وحس وطني رفيع تجاه وطنه يعرف به، واستعداد طبيعي وفطري للدفاع عن الجزائر».
السيد الفريق استمع مطولا لانشغالات واهتمامات إطارات وأفراد الوحدات الذين أكدوا استعدادهم الدائم على مواصلة العمل دون هوادة من أجل حماية بلادنا من كل الأخطار والشرور والآفات.