أكثر من 1000 منصب عمل منتظر توفيره في الصالونين اللذين سينظمان سويا من 25 إلى 27 من الشهر الجاري بقصر المعارض بالصنوبر البحري “صافكس”، ويتعلق الأمر بالصالون الوطني للتشغيل، والصالون الوطني للتكوين المتواصل، حسب ما أعلن عنه محافظ التظاهرة علي بلخيري.
يلتقي التوظيف بالتكوين في هذه التظاهرة، نظرا لارتباطهما الوثيق، هذا ما أكده بلخيري خلال الندوة الصحفية التي نشطها، أمس، بقاعة الزينات برياض الفتح، حيث أبرز أهمية الحدث في الوضع الصعب الذي يواجه الاقتصاد الوطني، لافتا إلى أنهما يعتبران من العناصر الأساسية لتنمية الموارد البشرية والمهارات اللازمة لإنعاش هذا الأخير.
وقال في تصريح لـ«الشعب” على الهامش أنه رغم تقلص عدد المشاركين في هذه التظاهرة، إلا أنها تبقى تمثل فرصة للعديد من الشركات، مشيرا إلى أن هناك العديد من القطاعات الاقتصادية، ليست مهددة بآثار الأزمة، ولذلك فان الهدف من الصالونين خلق الرابط الضروري بين العرض والطلب، من اجل المساهمة في ظهور شراكات مفيدة بين مختلف الأطراف.
مؤسسات تقدم عروض عمل تفوق 100 منصب
أوضح بلخيري في هذا الإطار أن المؤسسات التي ستشارك في التظاهرة لديها احتياجات في تخصصات معينة، وترغب في توظيف “كفاءات” في عدة مجالات منها المالية، الهندسة، البيولوجيا، ويتراوح عدد عروض العمل التي تقدمها الشركات من 60 إلى ما يفوق 200 فرصة للتوظيف، وذلك حسب حجم المؤسسة.
وإذا كان عدد المؤسسات التي أكدت مشاركتها في التظاهرة لا يتجاوز لحد الآن 20 مؤسسة، إلا انه بالمقابل ارتفع عدد المدارس والمعاهد، لأن هناك بروز حاجة ملحة للتكوين في جميع المجالات، نظرا لأهمية الأخير، لاكتساب المعارف، بالإضافة إلى الخبرة والتجربة، التي يستفيد منها طالب العمل والتي تعزز سيرته الذاتية، ولأن التكوين كذلك، غير مرتبط بسن معينة، ومستوى تعليمي.
وفيما يتعلق بتراجع عدد المؤسسات المشاركة في التظاهرة هذه السنة، أرجعها المتحدث إلى سببين أساسيين، يتمثل الأول في الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد، فسوق السيارات الذي يعرف تراجعا في عدد الوكلاء، نجد أن مشاركة القطاع في المعرضين ضعيفة جدا، لأن هناك من الماركات بفعل الأزمة، شرعت في مخطط لتسريح العمال.
المؤسسات العمومية الكبرى الغائب الأكبر
أما السبب الثاني فهو “بسيكولوجي”، وقد أفاد بلخيري أن كبرى المؤسسات العمومية التي “تمتلك عروض عمل والتي تحتاج إلى كفاءات”، على غرار “كوسيدار”، “سوناطراك”، و«الخطوط الجوية الجزائرية”.. لا تشارك في مثل هذه المعارض، للسبب المذكور وهو متعلق بالذهنيات - على حد قوله -، وقد بررت هذه الشركات عدم مشاركتها في المعرض، لأن لديها طلبات كثيرة، كما “لديها معايير خاصة للتوظيف”.
من جهته تحدث نذير شرّوق مهندس مسير في مؤسسة “كيت كنستروكسيون”، الممولة للمعرضين، ونائب رئيس الكنفديرالية الجزائرية لأرباب العمل، الذي يرى انه لابد من تغيير النظرة وجعلها ايجابية تجاه المستقبل، وعلى القطاع الخاص أن يساهم بفعالية في خلق مناصب الشغل ويعتقد أن السنوات القادمة سيكون هناك انتعاش أكبر في سوق العمل، استناد إلى الفرص التي توفرها آليات التشغيل، مقدما مثالا عن الفنادق التي تم إنجازها في العاصمة لوحدها خلال السنة المنصرمة (50 فندقا)، مؤكدا على ضرورة عدم اكتفاء القطاع الخاص بخلق فرص العمل، وإنما بحث واقتراح مهن جديدة.
ومن بين الحلول التي يقترحها المعرضان ويعتمدانها كأولوية، تحسين الصلة بين التعليم والتكوين وعالم الشغل، وإدراج أساليب البحث عن عمل في المناهج المدرسية، لتحسين التوجه المهني للشباب، فضلا عن الفرص الوظيفية، وتشجيع روح المبادرة لدى الشباب في المناطق الريفية والحضرية، من أجل تعزيز نمو المشاريع المستدامة، بما في ذلك التعاونيات، بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات تنمية المهارات التي تدعم السياسات القطاعية، التي تعتمد على التكنولوجيا والخبرة الصناعية، التي تترجم بزيادة المهارات والكفاءات.
ويذكر انه سيتم خلال أيام المعرضين تنظيم ورشات عمل وموائد مستديرة، من أجل شرح الأجهزة واللوائح والنظام الضريبي، وسياسة العمل وبرامج التكوين، وتقييم المهارات.