التعاون العسكري يعرف تطورا كبيرا ومرافقة ميثاق المصالحة متواصل
أكد الوزير الأول أحمد أويحيى ونظيره المالي سوميلو بوباي مايغا، أمس، تقارب وجهات نظر البلدين حيال الوضع الأمني في منطقة الساحل، في حين دعا الطرفان إلى توسيع العلاقات الثنائية أكثر نحو الجانب الاقتصادي بعد بلوغها مستويات عليا فيما تعلق بالجانب الأمني والسياسي.
أبدى اويحيى تحفظه على تعامل باماكو مع الوضع الأمني في المنطقة بشكل لا يكاد متطابقا مع نظرة الجزائر إلى الملف، حيث أوضح أن موقف البلدين حيال الوضع في الساحل متشابه ولم يؤكد تطابق وجهات نظر الجزائر ومالي، في حين أكد تطور العلاقات بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
أضاف اويحيى خلال ندوة صحفية مشتركة عقدها، أمس، مع نظيره المالي بقصر الحكومة بالعاصمة أن الجزائر تسعى رفقة مالي إلى محاربة الإرهاب في منطقة الساحل بشكل عام وفي شمال مالي على وجه الخصوص، حيث أشار إلى أن المحادثات الثنائية تمحورت بالأساس حول تعزيز الجانب الأمني للحفاظ على استقرار المنطقة ومحاربة الجريمة العابرة للحدود، الأمر الذي تثمنه مالي حسب ما أكده الوزير الأول «بوباي مايغا» و ثمنه في نفس الوقت.
في هذا السياق ذكر اويحيى أهمية التعاون الأمني لمحاربة الإرهاب ومرافقة مالي في الحفاظ على وحدتها الترابية، مؤكدا أن الجزائر قدمت ولا تزال تقدم كل الدعم العسكري سواء من ناحية التكوين لأفراد الجيش المالي أو مرافقة الحوار في إطار المصالحة الوطنية، التي كانت محطة بارزة في تعاون البلدين، قائلا» انه كان للجزائر الشرف في مرافقة الحوار بين الأطراف المتنازعة والتوقيع على اتفاق السلام».
فيما بتعلق بالجانب الاقتصادي قال احمد اويحيى أن الجزائر تسعى إلى توسيع علاقاتها في المجال أكثر فأكثر خلال المرحلة الراهنة، وذكر أن بوادر التعاون بدت واضحة من خلال مشاركة وفد جزائري مكون من 80 شركة ومؤسسة اقتصادية إضافة إلى 130 رجل أعمال في المعرض الدولي بالعاصمة المالية باماكو هذا الأسبوع، لكنه أشار إلى إرادة الدولة لتطوير التعاملات الاقتصادية بشكل كبير.
الوزير الأول المالي من جهته أشاد بالدور الكبير الذي تؤديه الجزائر لحماية الوحدة الترابية لبلاده، مؤكدا أن الجزائر قدمت الكثير لمالي في كل المجالات سواء الأمنية او الاقتصادية والسياسية، هذه الأخيرة التي يمثلها اتفاق المصالحة الوطنية الذي قال انه شكل محطة تضامن قوية مع الشعب المالي والوقوف معه أمام التحديات الأمنية.
كما ذكر «بوباي مايغا» في رده على سؤال صحفي أن زيارته الأولى إلى الجزائر بعد تعيينه وزيرا أولا تؤكد عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين سيما في الآونة الأخيرة، التي تعرف تطورا على المستوى الأمني، مشيرا إلى تعزيز العلاقات بشكل اكبر إلى مختلف المجالات التي في مقدمتها الاقتصادية،
في هذا الإطار ثمن الوزير الأول المالي مساعي الجزائر المتواصلة لمرافقة الحوار بين الأطراف المتنازعة، والتوصل إلى حل شامل يحفظ استقرار بلاده التي تعاني من ويلات الاختلاف والإرهاب وكذا الجريمة العابرة للحدود.ويذكر أن المحادثات التي جمعت اويحيى بنظيره المالي حضرها وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل ووزير الداخلية نور الدين بدوي، ومن المتوقع أن ينهي «بوباي مايغا» زيارته للجزائر اليوم وهي الأولى إلى الجزائر والخارج منذ توليه المسؤولية.