تتواصل الاحتفالات بعيد يناير 2968من خلال تنظيم عديد الأنشطة الفنية والثقافية، حيث يمثل هذا العيد الوطني ثابتا من ثوابت الهوية الوطنية وتراثا يستمد عمقه من حضارة الجزائر العريقة واعتزازا لكل جزائري، وتضمنت هذه الاحتفالات التي شاركت فيها عدة جمعيات ثقافية قادمة من 17ولاية وبلدي تونس وليبيا، معارض في فنون الطبخ التقليدي شارك، إلى جانب أنواع منتجات الصناعة التقليدية، وإبراز موروثات الأعراس والتراث التقليدي والفلكلور الأمازيغي.
وبهذه المناسبة أشرف محمد حطاب والي بجاية، أمس، بدار الثقافة على افتتاح الرسمي للاحتفالات التي تهدف إلى ترسيخ عادات وتقاليد المنطقة، فضلا عن أنه يشكل فرصة للمواطنين للاطلاع على بعض النماذج المعروضة وكيفية الاحتفال بهذه المناسبة، سيما وأن ترقية الأمازيغية تعد مكسبا إضافيا من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية.
وبحسب الأستاذة حدوش يمينة، ‘يعود تاريخ الاحتفال بيناير تمكن الملك البربري «شيشناق» من الانتصار على الملك الفرعوني «رمسيس الثالث»، ويسمى هذا اليوم في الجزائر «باب السنة» أو «ينّاير» (بتشديد النون)، وتجري هذه الاحتفالات في جو من التفاؤل والفرحة من خلال إحياء العائلات البجاوية للطقوس والعادات الموروثة.
حيث لا تفوت العائلات البجاوية الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، أو ما يعرف باللهجة المحلية ‘إمنسي نيناير’ يوم 12جانفي من كل سنة، وتحرص النسوة في بجاية على تحضير عشاء يناير والذي يكون ليلة الـ12 جانفي، كما تقوم ربات البيوت بإعداد طبق خاص بهذه المناسبة التقليدية، والذي يتمثل بطبق الكسكسي بالدجاج، ويضاف إلى المرق 7أنواع من الحبوب والخضر الجافة تيمنا بسنة فلاحية ذات وفرة في الانتاج.
وخلال العشاء يجتمع أفراد العائلة حول مائدة تقليدية، لتقاسم الطبق وتبادل التهاني بحلول العام الجديد، وتحبذ أغلب العائلات البجاوية القاطنة بالمناطق الريفية، إعداد طبق ‘إمنسي نيناير’ بالدجاج الذي تتم تربيته في البيوت لأن طعمه لذيذ، أما في صبيحة يوم العيد تقوم النسوة بإعداد بعض الأكلات التقليدية مثل كالبغرير والخفاف، حيث يجتمع أفراد العائلة والمدعوين لهذه المناسبة، ليتناولوه على مائدة القهوة في الصباح أو في المساء، فإعداد مثل هذه الأكلات الشعبية تبرز مدى تشبثهم بموروثهم الثقافي والتقليدي، الذي توارثوه أبا عن جد منذ ما يقارب 30قرنا ليثبتوا بذلك تعلقهم بجذورهم والوفاء لهم’.
والروايات الشعبية تروي أن الاحتفال بيناير يعود إلى تعلق سكان منطقة المغرب العربي بالفلاحة والأرض، ويمثل يناير بداية السنة الفلاحية ويكون في الثاني عشر من شهر جانفي من كل سنة ميلادية، غير أن التقويم الأمازيغي يسبق التقويم الميلادي بحوالي 951 سنة.والمصادر التاريخية تقول أن بداية الاحتفال بالسنة الأمازيغية، يعود إلى الانتصار الذي حققه الملك الأمازيغي شيشناق على الفرعون المصري رمسيس الثاني، في معركة طاحنة وعند عودته إلى بلده منتصرا، أمر بإقامة باعتماد هذا التاريخ عيدا وطنيا لكل الأمازيغ تقام فيه الاحتفالات والأفراح كل سنة، بيد أن طريقة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة تختلف من منطقة لأخرى.