تعقد اليوم، شطرا كوريا محادثات رفيعة المستوى الأولى من نوعها منذ 2015، لبحث مشاركة بيونغ يانغ في الألعاب الأولمبية المقبلة، في محاولة لتهدئة التوتر في شبه الجزيرة الكورية الذي بلغ مؤخرا مستويات غير مسبوقة، وسط آمال دولية في أن تتمكن الرياضة من إصلاح ما أفسدته السياسة في المنطقة.
فبعد سنتين من المناوشات والاستفزازات والتصريحات التصعيدية والتهديدات في شبه الجزيرة الكورية، تمكن خطاب واحد من زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون، بمناسبة رأس السنة الميلادية من قلب الموازين، حيث اقترح إجراء مفاوضات مع جارته الجنوبية لمناقشة تهدئة التوترات العسكرية في شبه الجزيرة، وبحث إمكانية مشاركة بلاده في الأولمبياد الشتوية، المقرر إقامتها في الشطر الجنوبي الشهر المقبل.
هذا الاقتراح الشمالي وجد الأبواب أمامه مفتوحة في الجنوب وبترحيب غير مسبوق، حيث سارعت كوريا الجنوبية، إلى ترتيب موعد للقاء، واختارت بانمونغوم المعروفة بقرية الهدنة حيث وقع اتفاق الهدنة الكورية في 1953، والذي وضع نهاية للحرب الكورية. ذهبت سيول لتأجيل مناورات عسكرية كانت مقررة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية لما بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية وذلك خشية في أن تساهم هذه المناورات في زيادة حدة التوتر في المنطقة.
كشف المتحدث باسم وزارة الوحدة لكوريا الجنوبية، بايك تيه - هيون، في مؤتمر صحفي دوري أمس، إن الجلسة العامة للمحادثات ستبدأ في الساعة العاشرة صباح اليوم، بموجب الاتفاق بين الكوريتين والتي من المرتقب أن تركز على مشاركة كوريا الشمالية في دورتي الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية المقررة في بيونغ تشانغ، من 9 إلى 25 فيفري المقبل.
بحسب المتحدث فإنه يتوقع أن يناقش الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك، لتحسين العلاقات بين الدولتين وما اقترحه الجانب الكوري الجنوبي في 17 جويلية من العام الماضي بشكل مكثف على كوريا الشمالية والمتضمن عقد محادثات عسكرية لوقف جميع التصرفات العدوانية في الخط الفاصل العسكري، وعقد اجتماع الصليب الأحمر لمناقشة لم شمل الأسر المشتتة، إلا أن كوريا الشمالية لم ترد على مقترح الجنوب حتى الآن.
وردا على سؤال عما إذا كانت المحادثات ستتطرق إلى القضية النووية الكورية الشمالية، قال المتحدث بايك، إنه يعتقد أنه من غير المناسب التنبؤ بوضع المحادثات وأجندتها.
ذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية في نهاية الاسبوع، ان “القوة الفاعلة وراء تحسين العلاقات بين الكوريتين ليست غريبة، انها الأمة الكورية نفسها” وأضافت أن “الخضوع وفكرة التبعية للقوى الخارجية هما السم الذي يجعل الأمة خانعة ومجردة من الروح”. وتسببت الحرب الكورية (1950-1953) في تمزيق النسيج الأسري للعائلات الكورية بعد خضوعها للتقسيم إلى شطرين فتفرق ملايين الاشخاص بعد آلاف السنين من الوحدة، ولم تضع الحرب أوزارها قبل أن تفتك بأرواح خمسة ملايين شخص من المدنيين والعسكريين.