تشهد المراكز الاستشفائية في مختلف ولايات الوطن حالة استنفار قصوى بسبب انتشار فيروس الأنفلونزا من ولاية إلى أخرى بداية من العاصمة متسببا في وفاة بعض المرضى من مختلف الأعمار، وهو ما أثار مخاوف المواطنين لاسيما منهم الذين لم يقوموا بعد بالتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية.
رغم تطمينات وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للرأي العام وإثباتها بأن المرض لا يتعلق بأنفلونزا الخنازير بعد تشخيص الحالات المسجلة في المعهد المرجعي» باستور»، إلا أن الفيروس الذي يعرف حاليا انتشارا في الجزائر وان كان مصدره الأنفلونزا الموسمية لكنه لا يقل خطورة عن أنفلونزا الخنازير باعتباره فيروسا قاتلا.
الأنفلونزا الموسمية التي يعتبرها الكثيرون مرضا هينا لا يشكل أية خطورة على الصحة، قلبت هذه السنة المعادلة وتسببت في وفاة عددا من المواطنين بعد ظهور مضاعفات خطيرة لم يتمكن الأطباء من علاجها، وفي الوقت الذي نفت فيه وزارة الصحة وجود أنفلونزا الخنازير في الجزائر تتهاطل يوميا الأخبار عن تسجيل حالات وفيات بهذا الفيروس الخطير، آخرها ما وقع بمستشفى سيدي غيلاس بتيبازة اثر وفاة شخص يبلغ من العمر 45 سنة بعد إصابته بأزمة تنفس حادة ومعقدة.
وفي ظل هذا الوضع المزري تم تمديد حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية إلى غاية شهر مارس المقبل بغرض الحد من مخاطر انتشار الفيروس خصوصا في موسم الشتاء البارد، خلال شهري جانفي وفيفري أين يزداد تنقل الفيروس من شخص إلى آخر ويصبح أكثر خطورة ويمكن في هذه الحالة أن تتطور الإصابات إلى حالات انفلونزا معقدة.
ويتعين على جميع الموطنين الذين لم يقوموا بالتلقيح إلى حد الآن خاصة الفئات الهشة وذوي المناعة الضعيفة التقرب من المؤسسات الصحية للاستفادة من اللقاح مجانا للأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 سنة، بالإضافة إلى أهمية التقيد بإجراءات وقائية وإتباع قواعد النظافة من خلال غسل الأيدي بالصابون وتحديد الاتصال مع الأشخاص المرضى واستعمال المناديل الورقية عند العطس.
كما وجهت وزارة الصحة تعليمة للمؤسسات الصحية ومراكز العلاج لكي تبقى في حالة تأهب لاحتواء الحالات القادمة إليها والتي تعاني من أعراض هذا الفيروس القاتل مع تقديم جميع الإسعافات اللازمة والعناية الضرورية من أجل تحسين أوضاع المرضى والتكفل بالحالات المعقدة، وبالتالي الحد من خطورة وتفشي هذا الفيروس.