طباعة هذه الصفحة

في إطار برنامج تكويني بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي

تخرج 23 شابا في فن البناء التقليدي بورقلة

ورقلة: إيمان كافي

تحضر جمعية القصر للثقافة والإصلاح بورقلة خلال الأيام القليلة القادمة لتنظيم احتفالية تخرج لتسليم الشهادات المهنية لـ23 شابا استفادوا من تكوين في فن البناء التقليدي وصناعة مواد بناء محلية بعد انتهاء فترة التربص ومواكبتهم لمختلف مراحل التكوين التي دامت لفترة 18 شهرا، ويندرج هذا البرنامج التكويني في إطار مشاريع وحدة برنامج الدعم لحماية وتثمين التراث الثقافي الجزائري التابعة للاتحاد الأوروبي والهادفة إلى حماية وتثمين التراث الثقافي المادي واللامادي بهدف التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تقدم الأولوية للمهارة التقليدية.
وقد هدف التكوين حسب ما ذكره رئيس الجمعية حسن بوغابة في حديث لـ “الشعب” إلى العمل على استرجاع حرفة البناء التقليدي وصناعة مواد البناء المحلية من أجل المحافظة على هذا الموروث الثقافي الذي يتميز به قصر ورقلة وتثمينه، وذلك من خلال خلق فئة من الشباب المؤهل في حرفة البناء التقليدي باستخدام مادة “التمشمت” كما يطلق عليها محليا وهي مادة الجبس التقليدي المصنوعة من مواد محلية تقليدية وصديقة للبيئة وملائمة للمناخ الطبيعي الذي تمتاز به منطقة الواحات بشكل عام.
وبالإضافة إلى ذلك فإن المرجو من هذا المشروع الذي يندرج في إطار البرنامج الذي تقدمت به الجمعية لتأهيل الهندسة المتعلقة بالواحات والتكوين في مهن الترميم والبناء وإنتاج المواد الخاصة به هو تكوين يد عاملة قادرة على المساهمة بشكل كبير في حماية نمط التراث المعماري المحلي وأيضا الحفاظ على الهندسة المعمارية التي تتميز بها القصور في منطقة الواحات، كما تتوخى الجمعية من ذلك مرافقة الشباب المتربص لإشراكهم في كل مشاريع الدولة الهادفة لترميم المعالم الأثرية أو إعادة الاعتبار للقصور بالولاية حسب حسن بوغابة.
وتجدر الإشارة إلى أن التكوين الذي تم بالتنسيق مع مراكز التكوين المهني بالولاية، قد اشتمل على عدة مراحل تمثلت في مرحلة التحسيس، مرحلة التحضير البيداغوحي ومرحلة التكوين البيداغوجي واستفاد منه شباب من مختلف المستويات التعليمية على غرار حاملي الشهادات الجامعية، وذلك بتأطير من مختصين في البناء التقليدي وأساتذة في المجال.
وينتظر من خلال هذا المشروع تطوير الرؤية المحلية في البناء التقليدي باستخدام المواد المحلية عبر البحث في إمكانية استخدام مواد أخرى أكثر عملية، فضلا عن حث وتوجيه الشباب إلى توسيع آفاق هذا المنتج عبر خلق مشاريع استثمارية لإنتاج وتوفير مادة “التمشمت”.
يذكر أن جمعية القصر للثقافة والإصلاح بورقلة قد استفادت من برنامج دعم الحماية وتثمين التراث الثقافي في الجزائر إلى جانب 17 جمعية ناشطة ومهتمة بحماية التراث وجميعها حاملة لمشاريع تتعلق بحماية وتثمين التراث الثقافي المادي واللامادي عبر 13 ولاية.