يعتبر من ضمن المدافعين الذين سجلوا اسمهم بأحرف من ذهب في فريق نصر حسين داي والمنتخب الوطني في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وبقي وفيا للونين الأحمر والأصفر.. انه المرحوم محمد خديس الذي برز بشكل كبير وساهم كثيرا في المسيرة المعتبرة لمدرسة «النصرية» بفضل إمكانياته كـ «قلب دفاع» من الطراز العالي.
فريق نصر حسين داي كان بمثابة خزان حقيقي للمواهب وموّن بشكل كبير مختلف المنتخبات الوطنية في كل الفئات بفضل العمل الكبير الذي كان يقام بهذه المدرسة، والمرحوم خديس لعب مع جيلين مختلفين من لاعبي هذا الفريق.
فقد كان خديس (من مواليد 29 فيفري 1952 بالعاصمة) مدافعا أنيقا ومحترما فوق الميدان رفقة لاعبين مميّزين على غرار ايغيل، زرابي، قنون، أوشان، فرقاني، نعيم، حيث كان الفريق يقدّم كرة قدم جدّ ممتعة وحقّق نتائج باهرة على المستوى الوطني، الى جانب مشاركته في المنافسات القارية.
وواصل خديس مساره بتقديم مستويات كبيرة بدخول لاعبين جدد في التشكيلة الأساسية للنصرية أمثال ماجر، مرزقان، أيت الحسين، مقيدش، بن طلعة حيث كان الفقيد يقدّم نصائح لهذه «الموجة الجديدة».
وتمكّن محمد خديس رفقة ناديه بفرض احترام كل المتتبعين للبطولة الوطنية أين احتلت النصرية المركز الثاني في مواسم (1972 ـ 1973، 1975 ـ 1976، 1981 ـ 1982 ).. كما توّج فريق اللونين الأحمر والأصفر بكأس الجمهورية عام 1979 و اللقب سنتي 1977 و1982).. وعلى الصعيد القاري ورغم «الأرمادة» من اللاعبين المميّزين وعروض في القمة لم يتمكن خديس وزملاءه من التتويج بكأس افريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس عام 1978، حيث قدّم الفريق مشوارا باهرا، لكنه خسر النهائي أمام نادي حوريا كوناكري الغيني.
وإلى جانب تألقه كلاعب، فإن المرحوم خديس درّب النصرية بين سنتي 1982 و1986.. قبل أن يصبح الأمين العام لنفس النادي وبعد ذلك رئيسا لنصر حسين داي في بداية الألفية الثالثة.
وبفضل الأداء الكبير في النصرية طرق خديس أبواب المنتخب الوطني بقوة حيث بدأت «المغامرة» مع «الخضر» في عام 1972 تمكّن خلالها من المشاركة في 49 مرة مع الفريق الوطني، حيث خاض الدور النهائية لكأس افريقيا للأمم 1980 بنيجيريا أين وصل المنتخب الوطني إلى الدور النهائي في التشكيلة التي كانت تضم كل من كويسي، بن شيخ، درواز، بلومي، ماجر.. كما أن المنتخب الجزائري كان قد تأهل إلى الدور ربع النهائي للألعاب الأولمبية بموسكو 1980 وكان خديس ضمن التشكيلة.. وإلى جانب ذلك فقد خاض المدافع الحرّ الأنيق تصفيات كأس العالم 1982.
وللأشارة، فإن المرحوم محمد خديس توفي في يوم 26 أوت 2008، بعد مسيرة ناجحة كلاعب ومدرب ومسير بنصر حسين داي.. بالإضافة إلى أنه كان مسيرا في الرابطة الوطنية لكرة القدم.