حافظ وزير الثقافة عز الدين ميهوبي على تقاليده بعرض حوصلة السنة الثقافية، وتقديم عرض عن المشاريع المرتقبة في السنة الجديدة. وقدّم الوزير، قبل حوالي أسبوع، حصيلة القطاع لـ2017، واعتبر أن تظاهرات ومهرجانات هذا العام كانت ناجحة وإيجابية واحترم معايير الجدوى، ودفعت القائمين عليها إلى التفكير في مصادر تمويل بديلة. فيما ستعرف السنة الداخلة 2018، فتح ورشات ثقافية عديدة، ولكنّ أهمّ ما سيميزها هو اعتمادها سنة للاحتفاء بالتراث الأمازيغي.
تنوّعت التظاهرات التي سيحتضنها العام الداخل، من السينما إلى الكتاب والتراث والفنون التشكيلية. وفيما سيتواصل العمل بسياسة ترشيد النفقات، سيتم التركيز على المهرجانات الدولية، التي هي واجهة الجزائر الثقافية، حتى تتواصل وتستمر. وينتظر أن تنزل الجزائر ضيف شرف على معرض القاهرة للكتاب في 27 جانفي القادم، وبهذه المناسبة سيتم تكريم شخصيات ثقافية مصرية، كما ستتخذ أولى خطوات تنظيم سوق للفنون التشكيلية في الجزائر. من جهة أخرى، رأى ميهوبي بأن فعالية مستغانم عاصمة المسرح على مدار سنة كانت ناجحة، ما دفعه إلى التفكير في اختيار مدن أخرى تستفيد من سنة ثقافية، حسب خصوصية كل مدينة.
الأمازيغية في الواجهة
ستكون السنة المقبلة مخصصة للاحتفاء بالتراث الوطني الثقافي الأمازيغي، باعتباره جزءً لا يتجزأ من الثقافة الجزائرية.. هو ما صرّح به ميهوبي في الندوة الصحفية التي نشطها بمنتدى «المجاهد»، وأكده مرة أخرى خلال افتتاح الملتقى الدولي حول التراث والصحافة. وفي هذا الصدد، تحدث الوزير عن أسبوع تشارك فيه جميع الولايات احتفالا بيناير، سيضم برنامجه ندوات ومعارض ومسرح وحفلات فنية ومسابقات، ناهيك عن الحضور المتميز للثقافة الأمازيغية في كل الفعاليات الثقافية، إذ أن ترقية هذه الثقافة الأمازيغية «لا تنحصر في اللغة بل كل الموروث الثقافي، وذلك عبر كل مدن الوطن».
جديد الفن السابع
وفي مجال السينما، تحدث ميهوبي عن الأفلام التي ينتظر عرضها في 2018، على غرار فيلم أحمد راشدي «أسوار القلعة السبعة»، وفيلم بشير درايس «بن مهيدي» الذي «نأمل أن يعرض في ذكرى استشهاد بن مهيدي في 4 مارس»، إضافة إلى فيلم «أحمد باي» وهو من آخر أفلام تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، يقول ميهوبي، الذي تطرّق باستفاضة إلى فيلم الفنان عثمان عريوات «وقائع سنوات الإشهار»، وعاد الوزير إلى لقائه عريوات الذي «يعمل الآن على مونتاج أولي للفيلم لتقصير مدته، وبعد مصادقة لجنة المشاهدة على العمل المركّب سترافق الوزارة عريوات في عملية ما بعد الإنتاج»، وأكّد ميهوبي أن عريوات سعيد بهذا الدعم الذي وجده من الوزارة، وأن لديه بعض المشاريع التي تنتظر فقط انتهاءه من فيلمه الحالي وتفرغه لها، وهي تحمل بصمته المعتادة.
حماية التراث
قدّمت الجزائر هذه السنة ملفات خاصة بكنوز تراثية خاصة بها لدى اليونسكو، وستواصل الوزارة على نفس المنوال، وتحضر ملفات أخرى، إما بشكل انفرادي أو تشاركي، ومن أمثلة الملفات المشتركة ذكر الوزير التقطير الذي يجمع ملفه كلا من الجزائر وتونس. كما ستشهد 2018، ملتقى دوليا في جانفي القادم حول القصبة بمشاركة أكثر من 50 خبيرا وطنيا وأجنبيا، تحت إشراف اللجنة الدولية للتراث العالمي باليونسكو. وشدّد ميهوبي على تحيين قانون التراث الثقافي 92 04، وتدعيمه بضوابط وعقوبات لمواجهة محاولات التهريب. ويواصل المركز الوطني للأبحاث الأثرية ما بدأه بخصوص وضع خارطة أثرية رقمية، كما أن مشروع البوابة الخاصة بأعلام الجزائر الذي تشرف عليه لوندا ما يزال متواصلا، ليضاف إلى بوابة التراث الثقافي التي سبق إطلاقها، دون نسيان مساعي رقمنة مؤسسات قطاع الثقافة، وهي سياسة تخصّ جميع القطاعات الحكومية، وستسمح الرقمنة بتسهيل المعاملات الإدارية، وتوفير المعلومات واختصار المسافات بشكل أكبر.