عرف وتيرة النشاطات الثقافية بولاية سيدي بلعباس، تراجعا كبيرا خلال سنة 2017، وركودا ثقافيا من كافة الجوانب، لم تشهده الولاية منذ سنوات طويلة، وهي التي لطالما عرفت بزخمها الثقافي والفني، ما دفع بالكثير من المتتبعين للحقل الثقافي بوصف السنة الثقافية 2017 بالبيضاء.
أصاب المسرح الجهوي لسيدي بلعباس ركود ثقافي غير مسبوق وهو الصرح العريق الذي عود محبيه بإنتاجاته الإبداعية القيمة والتي مثلت الولاية في كل المهرجانات الوطنية وكذا الدولية، حيث كشفت عباسية مادوني المكلفة بالإعلام على مستوى المسرح للشعب عن حصيلة متواضعة غلبت عليها الأنشطة الموجهة للترفيه، بإستثناء العمل المسرحي الوحيد التي أنتجه المسرح بعنوان «الحارس» للمخرج عز الدين عبار، والذي نجح في ترجمة نصّ الكاتب الانجليزي الشهير «هارولد بينتار»، أين حاول المخرج أن ينقل في مشاهده جوانب خفية من واقعنا المليء بالتناقضات والصراعات النفسية، محدثا توازنا جليا بين الخطين التراجيدي والكوميدي، مع توظيف دلالات وايحاءات ورسائل مشفرة ترصد بعض ما يعيشه الوطن العربي من أحداث مؤلمة. وقد جسّد شخصيات المسرحية كل من الممثل، بن بكريتي محمد وبن شميسة حسين وبن خال أحمد الذي ظهر في دور الحارس، وحاول الممثلون خلال هذا العمل المسرحي الجاد إيصال رسائل للجهور تتلخص في المكائد والمؤامرات التي تحاك ضد الشعوب الشقيقة وأبناء البلد الواحد وأفراد الأسرة الواحدة، هي دلالات ركحية لا يمكن تجاهلها أمام ما يحدث في وطننا العربي وفي النفس الإنسانية المليئة بالتناقضات.
هذا وأضافت المتحدثة، أن المسرح الجهوي وباعتباره ملتقى للمسرحيين ومحبي الفن الرابع إستقبل عديد الأعمال المسرحية التي لاقت رواجا كبيرا كمسرحية بهيجة للمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، كما سمح لمرتاديه بمشاهدة عروض أخرى كمسرحية كارط بوستال للمسرح الجهوي بمعسكر، مسرحية انا والماريشال لتعاونية ورشة الباهية، فضلا عن تنظيمه لعدة تظاهرات فنية كتحدي المواهب لتعاونية نجوم الضحك بسيدي بلعباس، تحدي القوسطو للجمعية الثقافية الورشة، كما كان للأطفال نصيب من العروض طيلة أيام العطل ونهايات الأسبوع نشطتها جمعيات وتعاونيات محلية.
فرقة «ورشة الخشبة الذهبية» للمسرح تصنع الحدث وتحصد 5 جوائز بجمهورية مالطا
صنعت فرقة «ورشة الخشبة الذهبية» للمسرح لمدينة سيدي بلعباس التميز هذا الموسم بعد مشاركتها في المهرجان الدولي للمسرح بجمهورية مالطا شهر سبتمبر الماضي وحصدها لخمس جوائز قيمة، أولها جائزة أحسن عرض متكامل مناصفة مع فرقة يابانية جائزة أحسن نصّ، وأحسن إخراج، وأحسن دور رجالي وجائزة أحسن ممثلة واعدة.
وكانت الفرقة المحلية قد شاركت في المهرجان بمسرحية «نهاية العرض» ونافست 10 فرق مسرحية من دول تشتهر بتقاليدها المسرحية العريقة كإيطاليا، ألمانيا، إسبانيا، فرنسا، كرواتيا واليابان، وكذا البلد المنظم، المسرحية من إخراج الفنان غانم بوعجاج إلياس وتمثيل المسرحي عبد الغني بلعباس والممثلة بن حمودة فريدة، هذا ولقيت المشاركة الجزائرية استحسان المنظمين الذين انبهروا بما قدمته الفرقة فوق الخشبة من جهة، والتأطير الفني خارج المنافسة الذي عرف تنظيم ورشة حول تجربة المسرح الجزائري، من خلال المسرح الشعبي، الحلقة نموذجا، بالإضافة إلى سهرات فنية قام خلالها أعضاء الفرقة بالتعريف بالتقاليد الجزائرية من أزياء وأطباق تقليدية.
مهرجان الراي المغيّب الأكبر عن الساحة الثقافية العباسية
تبخرت آمال عشاق أغنية الراي وانتهت مع إنتهاء سنة 2017، الذي غادرت دون أن تمنح لمحبي الراي حقهم في الإستمتاع بمهرجان أغنية الراي الذي عهدوه طيلة عشر سنوات مضت، حيث لا تزال الحيرة قائمة حول المصير المجهول للمهرجان، هذا وعرفت الطبعة العاشرة للمهرجان والتي كان مقرر تنظيمها سنة 2017، مدا وجزرا كبيرين بعد تأجيلها في الصائفة نظرا لضعف الميزانية التي خصصت للطبعة، باعتبار أن تظاهرة بحجم مهرجان أغنية الراي تستقطب اهتمام ألمع نجوم الأغنية الرايوية وتجعل من المهرجان الحدث الثقافي الأهم بالجهة الغربية. هذا كانت بعض المصادر قد روجت إلى خبرتقديم محافظ المهرجان لطفي عطار استقالته من على رأس محافظة مهرجان الأغنية الرايوية بسيدي بلعباس وذلك لأسباب صحية.
وما زاد من حالة الركود التي شهدتها عاصمة المكرة أيضا خلال الصائفة خاصة حجب المهرجان الدولي للرقص الشعبي الذي ولد من رحم عاصمة العمارنة ولم ينظم منذ سنتين متتاليتين.
معارض تشكيلية بأروقة الفنون تحفظ ماء الوجه
احتضنت دار الثقافة كاتب ياسين عديد الفعاليات الفنية بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين المحليين والوطنيين، حيث كان لجمعية البصمة للفنون التشكيلية نصيب من هذه التظاهرات وفي مقدمتها الدورة الثالثة للأيام الوطنية التشكيلية الجزائرية «ميلود بوكرش» والتي انعقدت بمشاركة 59 فنانا وفنانة تشكيلية، ينتمون لـ 27 ولاية جزائرية، وهي الدورة التي حملت اسم الفنان التشكيلى الراحل، ذراع نور الدين، عرض خلالها 101 عمل تشكيلي، ما بين لوحات فنية متعددة الأساليب والخامات، وهي التظاهرة التي تهدف إلى بعث الحركة الفنية التشكيلية في سيدي بلعباس وعبر كافة التراب الوطني والارتقاء بالثقافة في المجتمع، وذلك من خلال ترسيخ هذا النوع من الفنون، إلى جانب تشجيع المواهب الشابة وصقلها. وفي ذات السياق، تمّ تنظيم عدة معارض برواق الفنون أهمها المعرض التشكيلي للفنان كرور محمد تحت شعار « تدبر في الهوية» ومعرض تشكيلي آخر خاص بتلاميذ متوسطة قرواش بن عيجة لبلدية تلموني الذي شارك فيه 45 تلميذا جادت أناملهم بـ 69 لوحة فنية، أما رواق الفنون نوارة وسط المدينة فقد تعاقب عليه ثلة من الفنانين أهمهم الفنان التشكيلي محمد مولاي الذي نظم معرضا للوحاته الفنية التجريدية.