تتواصل بمعسكر فعاليات الأبواب الإعلامية المفتوحة على الصندوق الوطني للتأمين الاجتماعي للعمال غير الأجراء، «كاسنوس»، للتعريف بمختلف التسهيلات التي يقدمها الصندوق لمنتسبيه وكذا الترويج للخدمات والامتيازات التي يستفيد منها المؤمّنون وذوو حقوقهم من تغطية اجتماعية على مدى الحياة، وحتى بعد الوفاة، بفضل التأمين عن الوفاة، إلى التأمين الاجتماعي على المرض والأمومة والعجز والتأمين على التقاعد.
على هامش هذه الأيام الإعلامية المنظمة بين 21- 31 ديسمبر 2017، كشفت مديرة الصندوق الوطني للعمال غير الأجراء لولاية معسكر برابح فريدة، لـ«الشعب” عن تحصيل مصالحها أزيد من 998 مليون دينار، خلال سنة 2017، أي بنسبة 70 ٪ من مجموع الإعدادات المتوقعة لسنة 2017، الأمر الذي يعكس، بحسبها، الجهود التي يبذلها إطارات الصندوق للتحسيس والتوعية بأهمية الانخراط بالصندوق للحصول على التغطية الاجتماعية والصحية، وكذا باقي الامتيازات والخدمات التي يقدمها الصندوق الوطني للعمال غير الأجراء لشريحة الفلاحين، الحرفيين، أصحاب المهن الحرة وغيرهم من العمال غير الأجراء.
أشارت برابح إلى تسجيل نحو 2370 منخرط جديد بالصندوق على مستوى ولاية معسكر، خلال سنة 2017، فيما يظل احتواء عدد هائل من الناشطين في سوق العمل داخل الصندوق من المهام الصعبة، بفعل غياب ثقافة التأمين لدى شريحة واسعة من العمال غير الأجراء، حيث أوضحت المسؤولة في حديثها أن بعض الفئات الهشة وذات الثقافة التأمينية المحدودة ترى الصندوق بمثابة صندوق لجمع الضرائب وتجهل الكثير من الامتيازات التي يقدمها لذوي حقوق المؤمنين في حالات التقاعد والوفاة، واستفحلت الظاهرة حتى بين النخب المثقفة في المجتمع على غرار أصحاب المهن الحرة مثل المحامين والأطباء الذين يتخلفون عن تسديد اشتراكاتهم زيادة عن الحرفيين والفلاحين الذين يبقى عزوفهم عن الانخراط أو الاشتراك المنتظم غير مبرر وغير مفهوم.
الأطباء والمحامون من بين المتخلفين عن تسديد اشتراكاتهم
تشير أرقام الصندوق الوطني للعمال غير الأجراء بولاية معسكر، إلى أن من بين 13885 منخرط، يوجد 13885 منخرط نشط بمعنى ملتزم بأداء اشتراكاته الدورية لوعيه بأهمية الإجراءات التحفيزية التي جاءت في المراسيم التنظيمية والتنفيذية على غرار الرفع الطوعي لاشتراكاتهم بهدف الحصول على منحة تقاعد مريحة وإجراء جداول الدفع بالتقسيط لتسديد الاشتراكات السارية المفعول، ويستثنى من العدد الإجمالي المقدم سابقا، أزيد عن 14 ألف فلاح وأكثر من 3 ألاف حرفي عبر تراب الولاية غير منخرط بصندوق التأمين الاجتماعي للعمال غير الأجراء، ومن بين الصعوبات التي يلقاها الصندوق أمام توسيع وعاء المنتسبين إليه وتعميم الاستفادة من مزايا التأمين الصحي والاجتماعي والتقاعد خاصة بالنسبة للفلاحين، هو عدم وجود بطاقية تستقى منها المعلومات عن وضعياتهم ومحل إقاماتهم، ويبقى ذات السبب عائقا أمام إجراء التحصيل الجبري الذي سيجرى العمل به بداية من السنة الجديدة خاصة بالنسبة للفلاحين المتخلفين عن تسديد اشتراكاتهم رغم الإجراءات التي جاءت لتخفيف العبء عنهم في السنوات الماضية.
كما تظهر أرقام الصندوق الوطني للتأمين الاجتماعي للعمال غير الأجراء لمعسكر، أن العزوف المسجل عن تسديد الاشتراكات لم يعد مقتصرا على الفلاحين بوصفهم فئة ذات ثقافة تأمين محدودة، بل استفحل العزوف حتى بين إطارات المجتمع من محامين وأطباء أما الصيادلة فهم ملزمون بدفع اشتراكاتهم دوريا لطبيعة العلاقة التعاقدية بين الصندوق والصيادلة، حيث تشير الأرقام أنه من بين 223 طبيب منتسب للصندوق لا يسدد سوى 90 طبيبا اشتراكاته دوريا، ومن بين 333 محامي منتسب للصندوق يوجد فقط 103 محامي مشترك نشط، في حين سجلت مصالح الصندوق عدة حالات لوفيات بين أصحاب المهن الحرة أهملوا تسديد اشتراكاتهم وخلفوا أعباء كبيرة على عائلاتهم التي لم تتمكن من الاستفادة من التعويض على الوفاة أو حتى منحة التقاعد التي يستلمها ذوو الحقوق.