طباعة هذه الصفحة

زمــان...يا زمان

ناصر عجيسة.. صانع ألعاب وأفراح الوفاق

حامد حمور
29 ديسمبر 2017

يضعه أغلب المختصين ضمن قائمة أحسن اللاعبين الجزائريين الذين حملوا القميص رقم «10»، وساهم كثيرا في تتويجات وفاق سطيف، إنه اللاعب الموهوب ناصر عجيسة الذي أمتع الجماهير بفنياته الكبيرة حتى إنه وصل في بعض المقابلات الى مراوغة كل عناصر دفاع الفرق المنافسة، مما يؤكد على مهاراته الكبيرة وطريقته الفريدة في مداعبة الكرة.
عشاق الوفاق والجمهور الرياضي الجزائري مازال يتذكّر المساهمة الكبيرة لعجيسة في المغامرة القارية المميّزة لـ «الكحلة والبيضاء» وفوزها بكأس افريقيا للأندية البطلة عام 1988 عندما كان
«المايسترو» الحقيقي في وسط الميدان بطريقة «تبدو سهلة» للمتتبعين بالنظر للرصيد التقني الذي يتمتع به صانع ألعاب الفريق السطايفي في ثمانينيات القرن الماضي.
فقد شكل حلقة مهمة في التشكيلة التي كانت تضم كلا من سرار، عجاس  عصماني، رحماني، بن جاب الله الذين ساروا بنجاح كبير على المستوى القاري أين توجوا باللقب، وهذا بقيادة المرحوم مختار عريبي.
ونصر الدين عجيسة من مواليد 31 مارس 1957، بسطيف بدأ مشواره الرياضي في الفئات الصغرى ضمن اتحاد سطيف في عام 1974، حيث لعب لهذا الفريق المعروف بكونه مدرسة حقيقية في صنف الأواسط ولكنه لعب للأكابر بفضل امكانياته الكبيرة .. وفي سنة 1981 أمضى  للوفاق الذي كان يدربه المرحوم عبد الحميد كرمالي، حيث رسّم مكانه كصانع ألعاب وأبدع أمام مرأى الآلاف من أنصار الوفاق منذ تلك الفترة ولمدة 10 سنوات.
وتطوّر كثيرا مع مرور السنوات بفضل العمل الكبير والاستقرار الذي عرفته التشكيلة التي كانت تعتمد على أسماء كبيرة إلى غاية التتويج بكأس افريقيا عام 1988 ثم الكأس الأفرو اسيوية في عام 1989.
كما أن عجيسة توّج بلقب البطولة الوطنية عام 1987 مع الوفاق، وكذا كأس الجمهورية مع نفس الفريق في عام 1989 ..
ويمكن القول إن «المايسترو» عاد الى فريقه الأول اتحاد سطيف لموسم واحد 1991 ـ 1992 في القسم السفلي قبل أن يبتعد عن الملاعب لفترة دامت موسمين، لكنه عاد مرة أخرى الى الوفاق الذي كان ضمن القسم الثاني وساعده على تحقيق الصعود إلى قسم النخبة  في موسم 1994 ـ 1995 وهو آخر موسم له كلاعب حيث اعتزل بعد ذلك. وقد أعطى عجيسة طابعا خاصا لحامل القميص رقم 10 في الوفاق، حيث لم نتمكن لحد اليوم رؤية لاعب بإمكانه التفوق فنيا بتلك الطريقة التي لعب بها من خلال الذكاء الكبير في ترويض الكرة وتقديمها بطريقة ذكية للاعب الذي يكون في وضعية جيدة لتحويلها إلى الشبكة، كما أنه كان فعّالا في منطقة العمليات بتسجيله للعديد من الأهداف.
وبالرغم من امكانياته الكبيرة، إلا أن عجيسة لم يلعب كثيرا من الفريق الوطني، بالنظر للمنافسة الكبيرة التي كانت في الثمانينيات بوجود أسماء كبيرة أيضا في الفريق الوطني والبطولة الوطنية على غرار بلومي، تلمساني، بن شيخ، مزياني، بوطمين .... وقد استدعي صانع ألعاب الوفاق 3 مرات لصفوف «الخضر» بين سنتي 1986 و1989.