كشفت دراسة قام بها مركز التوجيه المدرسي والمهني عن أهمية الإعلام والاتصال في الوسط المدرسي، حيث توصل البحث الميداني الذي تم تطبيقه على 5 متوسطات و5 ثانويات على مستوى العاصمة، واستجواب عينة تقدر بـ386 تلميذ، 220 منهم ينتمون للسنة الأولى ثانوي و168 تلميذ من السنة الرابعة متوسط و14 مستشارا تربويا، إلى تثمين التلاميذ للحصص الإعلامية التي يقدمها المستشارون، بالنظر لما تقدمه من إجابات حول الانشغالات الخاصة بالعوائق والعراقيل التي تعترضهم وكذا عن مستقبلهم، حيث تسمح لهم اللقاءات مع المستشارين باتخاذ القرارات اللازمة في مختلف القضايا.
من نتائج الدراسة، التأثير القوي للرسائل الإعلامية حول مختلف القضايا التي تخصّ التلاميذ، عندما تقدم التوجيهات والاستشارات في حصص عامة يحضرها جميع التلاميذ، لأن هذا الأمر يساعدهم على تحليل ومناقشة ما سمعوه من المستشارين، بينما يبقى تلقي الرسائل عبر الأبواب المفتوحة والإنترنت والمقابلات الشخصية مرغوبا فيه من قبل ثلث العينة التي مستها الدراسة.
وبينت الاستمارات الموزعة عبر متوسطات عباس لغرور ومحمد دوار وابن حزم وطه حسين وهيبة قبايلي وثانويات بوعمامة ومحمد بوضياف والعقيد زعموم وابن الناس، أن 60٪ من التلاميذ يبحثون ويتساءلون عن مشروعهم المستقبلي.
وخلصت النتائج أن 75٪ من العينة ترغب في الحصول على شهادة البكالوريا ومواصلة الدراسة بالجامعة، بينما يحلم 19٪ من التلاميذ بولوج عالم الشغل مبكرا أما النسبة التي تفكر في التكوين المهني فلا تتعدى 4٪.
وبيّنت الدراسة أن جلّ العينة ترغب في خوض تخصصات خاصة بالعلوم الدقيقة على غرار الطب والهندسة، كما عبر التلاميذ على أهمية تكثيف عمليات الاتصال والإعلام بمختلف الجوانب البيداغوجية والمستقبلية للتلاميذ وخاصة التوعية التي تتوافق مع ظروف كل تلميذ.
وحاولت الدراسة التي قام بها عيسات زكي المكلف بالإعلام في مركز التوجيه المدرسي سكات صالح بسيدي امحمد للموسم الدراسي 2015 / 2016 جسّ نبض التلاميذ حول تفكيرهم في المستقبل من عدمه، وحول ما إذا كانت المؤسسات التعليمية تسطر برامج إعلام سنوية لتجسيد أهداف الإعلام التربوي، ومن أهداف الدراسة كذلك الوصول إلى إعطاء صبغة إرشادية بيداغوجية نفسية للإعلام المدرسي، مع التركيز على الوصول بالتلميذ إلى بناء مشروعه الدراسي والمهني.
وحاول القائمون على الدراسة معرفة دور الإعلام المدرسي في تمكين التلاميذ من بناء مشاريعهم، وماهي الوسائل والوسائط الإعلامية الكفيلة بتلبية حاجيات التلاميذ والمنهجية المتبعة للاستجابة لطلبات التلاميذ وتبليغ المحتويات الإعلامية بالموازاة مع مساراتهم الدراسية.
وتطرق البحث بالتفصيل إلى دور المستشار التوجيهي في مجال الإعلام المدرسي وعلاقته بالأطراف الأخرى حيث شبه الموضوع المستشار ببنك المعلومات وهمزة وصل بين التلاميذ والانشغالات حتى يجيب عنها ويزيل كل ما من شأنه أن يعرقل التلميذ في بناء مستقبله.
وتنص مهام المستشار على ضرورة أن يبقى على اتصال دائم مع التلاميذ، الذي يتطور وعيهم وتزيد انشغالاتهم مع تقدمه في مختلف مراحل المدرسة، وعلى أهمية أن يكون مستعدا لتقديم الاستشارات اللازمة في كل لحظة.
وتحدثت الدراسة التي أشرف عليها مدير مركز التوجيه المدرسي والمهني صالح سكات(ب.عريب)على حتمية مبادرة المستشار بعقد لقاءات مع التلاميذ فردية وجماعية للاستماع إليهم حول تصوراتهم في مسارهم الدراسي والمهني، وتقديم النصائح والتوجيهات وفقا لما هو متاح، وتفرض التحولات العالمية والإقليمية في مجال التعليم على المستشار أن يشارك في مختلف الندوات والملتقيات ومجالس الأقسام وجمعيات أولياء التلاميذ حتى يكون ملما بالمعطيات والمستجدات وكل ما يطرأ من تغيير على المنظومة المدرسية وعالم الشغل وكل ما له علاقة بمستقبل التلاميذ، على أن يعطي الاستشارات اللازمة، وفقا للظروف التي تحيط بالتلاميذ.
ويؤكد الإعلام المدرسي على ضرورة أن وجود المستشار قريبا من التلاميذ وملما بحياتهم الاجتماعية لتحقيق التوازن في شخصية التلاميذ.
وخلصت الدراسة إلى اقتراح العديد من الإمكانيات التي من شأنها أن تطور الإعلام المدرسي وتتلخص في توفير التوثيق الإعلامي وتوفير الظروف لعمل المستشار الإعلامي، وإنشاء مرصد إعلامي مجهز بأحدث التقنيات، وإشراك المستشار في إعداد جدول التوقيت للتلاميذ، وتشجيع البحث في المجال الإعلامي والاستثمار في مجال الانترنت وتوظيفها في تطوير الاتصال مع التلاميذ وتكثيف الدورات التكوينية للمستشارين.