انطلقت، أمس، أشغال الملتقى الوطني الأول حول السرد الجزائري بقصر الثقافة والفنون، الذي حمل شعار: «من أجل سرد جزائري فاعل» ويدوم يومين، بمشاركة نخبة من الكتاب والشعراء والنقاد الجزائريين، أبرزهم الشاعر والناقد الدكتور يوسف وغليسي، الروائي لزهر عطية، الدكاترة محمد كعوان، وليد بوعديلة، فيصل الأحمر، أحسن دواس، سفيان بوعنينبة، أحمد حسان شكاط وغيرهم.
جاء في كلمة نورالدين بودماغ مدير قصر الثقافة والفنون اته «يتطلع من خلال الملتقى الى الاسهام في تفعيل المشهد الثقافي ومعالجة مختلف المواضيع ومناقشة الإشكاليات المهمة، والوقوف على واقع السرد الجزائري، بشرحه وإبراز سماته وخصائصه الفنية والموضوعاتية، ونناقش مستقبله واليات تطوره».
وقد خصت الأديبة زهور ونيسي بتكريم خاص من قبل المشرفين على الملتقى التي قال عنها الدكتور يوسف وغليسي «انها زهرة الزهور الإبداعية الجزائرية وقد اختطت مسارها المعتاص بين الزهور والاشواك حتى استوت زهرة برية فواحة بعبير الاصالة القسطنطينية عابقة بأريج الأمكنة الثورية الأخاذة»، زهور «نشرت كما نوعيا من النصوص في ذلك الزمن تزاوج بين المقالات والدود والانتقادات والقصص، وهي دون العشرين من عمرها، فكانت ارهاصا بغيث قادم مبارك»، ويستطرد وغليسي» من المصادفات الجميلة ان تنشر اول نص في تاريخها في السنة المقدسة 1954، كمانها كتب لها ان تكون كاتبة مجاهدة ومجاهدة كاتبة في الوقت ذاته، وان تمارس الثورة في النص والجبل معا»، نشرت «الرصيف النائم» بالقاهرة سنة 1967، فكانت اول مجموعة قصصية نسوية في تاريخ الادب الجزائري، ثم نشرت «من يوميات مدرسة حرة» بالجزائر سنة 1973، فكانت الباكورة الأولى في تاريخ الرواية النسوية الجزائرية»، كما ادارت وراست تحرير مجلة «الجزائرية» سنة 1970، فكانت تلك «الجزائرية» اول مجلة نسوية في تاريخ الصحافة الجزائرية، وشغلت منصب كاتبة الدولة للشؤون الاجتماعية سنة1984، ثم وزيرة التربية الوطنية سنة1985، فكانت اول امرأة تتقلد منصبا وزاريا في تاريخ الحكومة الجزائرية.
وقال عنها زوجها» جمعت عدة مهام بإرادة كبيرة لدرجة ان بعضهم استكثر عليها الجمع بين الك المهام والنجاح فيها، ويتعبهم ان تزاحم وتحتل، في كل مرة المكانة المتميزة»، وقالت عنها عائشة عبد الرحمن- بنت الشاطئ-» لو اردت ان اختصر زهور ونيسي ببضع كلمات، لقلت انها المرأة الضئيلة القد، العظيمة الإرادة، فكل قصة او رواية كتبتها قفزت في مجرى التاريخ وستبقى في الذاكرة بعيدة عن الموت والاندثار، ولن يتجاوزها الزمن لان خفاياها أبقى نابضة بالحياة اشهد على ات الحقيقة التي تحملها لا تزال حية تفرض خضورها على المتلقي».
فزهور ونيسي علم بارز في تاريخ الجزائر الثقافي والنضالي مجاهدة سمت بنضالها الى مصاف البطلات الخالدات، انتخبت تائبة في البرلمان ما بين سنة1977و1982، ولعبت دورا كبيرا في تعريب الاعلام الجزائري، وهي اول كاتبة جزائرية تصدر رواية باللغة العربية، صنفت روايتها «لونجة والغول» ضمن افضا 100 رواية عربية، وسجل اسمها ككاتبة مغاربية في القاموس الادبي النرويجي، والفرنسي، والموسوعة الأدبية بجامعة نيويورك.
صدر لزهور ونيسي:
- «الرصيف النائم» مجموعة قصصية سنة 1967.
- «على الشاطئ الآخر» مجموعة قصصية سنة 1974.
- «من يوميات مدرسة حرة» رواية سنة 1978.
- «الظلال الممتدة» مجموعة قصصية سنة 1985.
- «لونجة والغول» رواية سنة 1993.
- «عجائز القمر» مجموعة قصصية سنة 1996.
- «روسيكادا» مجموعة قصصية سنة 1999.
- «جسر للبوح وآخر للحنين» رواية سنة 2006.
- «عبر الزهور والأشواك» مذكرات سنة 2012.
الملتقى يتناول مواضيع حول المنظور السردي، أشكال السرد، الرواية الجزائرية الحضور والخصائص، والسرد النسوي الجزائري ويتضمن المحور الأول من الملتقى المنظر السردي وأشكال السرد من تنشيط دكاترة أساتذة مختصين من أمثال محمد كعوان، فيصل الأحمر، محمد الأمين بحري، اليامين بن تومي، والمحور الثاني الرواية الجزائرية الحضور والخصائص من تأطير وتنشيط كل من الدكاترة حبيب مونسي، حسن دواس، سفيان بوعنينبة وحسن بوعقدية، اما المحور الثالث فيتناول موضوع السرد النسوي الجزائري ويمثله كل من الأساتذة عبد السلام جغدير، رشد قريبع، زينب لوت نبيل بوالسليو.
ويتخلل الملتقى جلسة لقراءات ابداعية في الشعر والقصة القصيرة ينشطها لزهر عطية، صورية اينال، زهرة بوسكين، آسيا بودخانة، لخضر بن الزهرة، محمد العيد بهلولي، صفية بوطغان، محمد الطاهر عيساني، حسان شكاط، محمد جعفر، سفيان مخناش، زهرة مبارك، الضاوية كربوس، تقي الدين بوسكين، محمد بوديبة، هند جودر، علاوة كوسة، نوال بوعويش، الصديق حاج أحمد، محمد الأمين بن ربيع، مصطفى بوغازي وغيرهم.