نقدر تعاطي الجزائر مع اعتداء تيغنتورين وندعم جهودها في مكافحة الإرهاب
كان افتتاح مكتب جبهة التحرير الوطني العام 1958 بطوكيو اثناء كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي بمثابة اللبنة الاولى التي مهدت لاحقا لإقامة علاقات دبلوماسية بين الجزائر واليابان نحيي ذكراها 55 هذه الايام ومنذ ذلك الحين عمل البلدان على التأسيس لعلاقات دبلوماسية ثنائية تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر في مختلف المجالات و كذا الحوار السياسي الذي تجلت مظاهره في مواقف متقاطعة حيال مختلف القضايا الدولية سيّما ما تعلق منها بتفضيل اساليب الحوار و الحلول السياسية السلمية لمختلف الأزمات الدولية والشأن نفسه على الصعيد الاقتصادي والتجاري حيث أنجزت شركات يابانية مشاريع للأشغال العمومية و البنى التحتية بالجزائر لتحتل بذلك اليابان المراتب الأولى ضمن الدول الآسيوية الممونة للجزائر والمستوردة للغاز الجزائري.
ان العلاقات بين البلدين و رغم امتدادها لأكثر من نصف قرن يبقى التعاون الثنائي دون المأمول حيث هناك فرص لم يتم استغلالها بعد بينما يمكنها أن تزيد من تمتين العلاقات و الروابط بين البلدين والشعبين الجزائري والياباني بما يعود عليهما بالمنفعة و الرفاه في اطار شراكة (رابح- رابح).
للحديث أكثر عن العلاقات بين البلدين و تسليط المزيد من الضوء على آفاق تطويرها وتعزيزها كان لجريدة «الشعب» لقاء بمقر الخارجية اليابانية بطوكيو مع السيد هيروشي أوكا، مساعد وزير و المدير العام لمكتب شؤون الشرق الاوسط و افريقيا بوزارة الخارجية اليابانية.
في البداية ذكّر المسؤول الياباني بالخطوط العريضة لسياسة بلاده الخارجية الجديدة تجاه منطقة الشرق الاوسط وافريقيا على ضوء ما جاء في خطاب «المنامة» الأخير لوزير خارجية اليابان السيد تارو كونو والذي اعتبر فيه ان المنطقتين – أي الشرق الاوسط و شمال إفريقيا – من مرتكزات السياسة الخارجية اليابانية وعبر عن التوجهات الجديدة لهذه السياسة – حسب ذات المسؤول- سياسة قال عنها السيد هيروشي انها تتعدى اختصار التعاون في المجال الطاقوي إلى تعاون أوسع يشمل مختلف المجالات.
أما عن الجزائر فقد أكد السيد هيروشي أوكا أنها من الدول التي تحظى بأهمية كبيرة في السياسة الخارجية اليابانية.
في الصدد ذاته وفي رده عن سؤال حول تقييمه لـ 55 سنة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سيما ما تعلق بالتعاون الاقتصادي والحوار السياسي وعن مستقبل العلاقات الثنائية، أعرب السيد هيروشي عن أمله في أن تتعزز أكثر مؤكدا أن بلاده عازمة على المضي قدما في هذا الاتجاه خاصة وأن الجزائر تحظى بأهمية خاصة – على حد تعبيره-
وهنا ذكر المسؤول الياباني بعض الخطوات التي ستتخذها اليابان في هذا الاتجاه كالمحافظة على عقود التموين بالغاز التي تربط البلدين دون أن يعني ذلك - حسبه- اختصار التعاون في مجال الطاقة فقط، مبرزا في الصدد اهتمام الكثير من الشركات اليابانية بالاستثمار في الجزائر خارج هذا القطاع إلى قطاعات أخرى كالصناعة و تركيب السيارات ...الخ.
اما ما يخص المساهمة التي يمكن أن تقدمها طوكيو للجزائر في اطار توجهها نحو تنويع الاقتصاد والتقليص من التبعية للمحروقات، أكد السيد هيروشي أوكا أن بلاده لن تدخر أي جهد في مرافقة و مساعدة الجزائر في هذا المسار مؤكدا أن التعاون مع الجزائر سيفتح ابواب القارة السمراء أمام الاستثمارات اليابانية ويساعدها على دخول الأسواق الافريقية.
السيد هيروشي ورغم تفاؤله بمستقبل أفضل للعلاقات الثنائية إلا أنه لم يخف في الوقت نفسه عدم استغلال كل الفرص المتاحة للتعاون ما يستوجب -حسبه- بذل جهود أكبر من الطرفين.
أما ما يخص مكافحة الارهاب فقد أكد مساعد وزير الخارجية الياباني أن هناك تنسيق كبير بين البلدين في مكافحة الظاهرة مؤكدا أن الجزائر تمتلك خبرة كبيرة في المجال و أن الاجتماع الوزاري الأخير بالقاهرة شكل فرصة اتفق خلالها البلدان على تنسيق جهودهما لمكافحة الارهاب وفي رده عن سؤال عن تأثير الاعتداء الارهابي على المركب الغازي بتغنتورين سنة 2013 الذي راح ضحيته 10 رعايا يابانيين، أكد السيد هيروشي أنه و رغم فاجعة فقدان 10 مواطنين يابانيين في ذلك الاعتداء الاجرامي إلا أنه لم يترك -حسبه- أي أثر سلبي على العلاقات بين البلدين مؤكدا أن بلاده تقدر عاليا الطريقة التي تعاطت بها الحكومة الجزائرية مع الحادثة مجددا في الوقت نفسه دعم بلاده لجهود الجزائر في مكافحة ظاهرة الارهاب بشكل عام.
السيد هيروشي أوكا وفي رده عن سؤال حول الدور الذي لعبته الجزائر في حل الازمة في مالي و جهودها في حل الازمة الليبية، أكد أن الجزائر تنعم بالاستقرار وهي تلعب دورا كبيرا في استقرار القارة الافريقية بشكل عام و أن بلاده تقدر جهود الجزائر في هذا الشأن سيّما في ليبيا مؤكدا أن بلاده تدعم مجهودات المبعوث الاممي غسان سلامة مؤكدا أن عودة الاستقرار إلى ليبيا مفيد لكل المنطقة.
أما عن الوضع في الشرق الأوسط، أكد السيد هيروشي أوكا، مساعد وزير الخارجية الياباني أن بلاده لن تنقل سفارتها إلى القدس المحتلة وأنها تدعو الفلسطينيين والاسرائيليين إلى مواصلة المفاوضات.