«بفضل تضافر جهود إطارات ومستخدمي قطاع الثقافة بولاية خنشلة ومشاركة عديد الجمعيات الثقافية الولائية خلال سنة 2017، حافظنا على صيرورة العمل الثقافي والمواعيد الثقافية لمختلف النشاطات التي دأبنا على تنظيمها على مدار السنة لصالح مختلف الشرائح الاجتماعية بالولاية، وتمكّنا من برمجة نشاطات جديدة أخرى على الرغم من تلقينا سنة 2017، لنفس الميزانية المرصودة للولاية خلال سنة 2016» هذا ما أكده لـ«الشعب» مدير الثقافة لولاية خنشلة جعلاب عبد القادر حول الحصيلة الثقافية لسنة 2017.
شهدت سنة 2017 في بدايتها حسب نفس المسؤول، إقامة تظاهرة الاحتفال برأس السنة الامازيغية ينار، بدار الثقافة على سوايحي بمشاركة مجموعة من الجمعيات الثقافية، حيث تمّ تجسيد طقوس الاحتفال بهذه المناسبة، المتمثلة أساسا في قطع الأخشاب وتجديد الكانون بالبيت البربري التقليدي، مع ذبح الديك الريفي، إلى جانب تقديم محاضرة حول مساهمة الأمازيغ في الحضارة الإنسانية من طرف أساتذة مختصين.
وفي شهر مارس، تميز نشاطات دار الثقافة على سوايحي بإحياء اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس من كل سنة، حيث أقيم معرض للألبسة والحلويات التقليدية والعصرية، مع إقامة حفل فني متنوع على شرف النساء الخنشليات، شهد إقبالا مميزا.
كذلك، كان الجمهور الخنشلي من عشاق الفن الرابع حسب مدير الثقافة، على موعد مع باقة متنوعة من المسرحيات المخصصة للأطفال وتلك الموجهة للكبار، حيث عرضت العشرات منها خاصة خلال تظاهرتي شتاء الطفل وربيع الطفل وعبر بلديات الولاية من إنتاج وتقديم تعاونيات وجمعيات مسرحية من مختلف ولايات الوطن وأخرى تابعة للمسارح الجهوية.
جديد سنة 2017، تظاهرة القوافل الثقافية الجوارية التي نظمت من 13 جويلية إلى 28 أوت من طرف الديوان الوطني للثقافة والإعلام بمشاركة وزارتي الثقافة والداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ولقيت اقبالا جماهيريا غير معهود لمواطني ولاية خنشلة، وشملت تنظيم ثلاث قوافل فنية متنوعة عبر دوائر الولاية الثمانية.
وشمل برنامج هذه القوافل المتنقلة تقيم باقة ثقافية متنوعة لاستقطاب كل الشرائح الاجتماعية بعرض مسرحيات للكبار وللصغار وإقامة بلاطوهات فنية في الهواء الطلق بمشاركة 5 مطربين لكل بلاطو عبر كل دائرة كنشاط جواري مفتوح ومتنوع شمل طبوع الغناء العصري والتراثي والصحراوي وغيرها، وكان له صدى كبيرا لدى الجمهور الخنشلى من المناطق الريفية وشبه الحضرية خاصة لفئتي الشباب والاطفال.
كما نظم قطاع الثقافة خلال نفس الموسم الثقافي أضاف محدثنا، عديد النشاطات الأدبية والتراثية والتاريخية منها ملتقى الأوراس عبر التاريخ من تنظيم المتحف الجهوي التاريخي وأيام خنشلة الأدبية بدارالثقافة، إلى جانب إقامة شهر التراث ككل سنة من 18 افريل إلى 18 ماي 2017 وسهرات ليالي شهر رمضان الكريم، حيث تمّ تقديم 18 عملا مسرحيا، 03 سهرات فنية للمطربين عمران لغواطي ومطرب الغناء الأندلسي لمبارك دخلة من ولاية عنابة.
جمعية جواهر تحيي عيد «ثافسوث» الأمازيغي
من جهتها عملت جمعية جواهر الثقافية لولاية خنشلة، حسب ما أدلت به رئيستها الكاتبة والباحثة في التراث جميلة فلاح لـ»الشعب»، طيلة سنة 2017، على إحياء كل ما هو تراث امازيغي بمنطقة الأوراس بإشراك مختلف الفاعلين في الحقل الثقافي خاصة طلبة علم الاجتماع والإعلاميين، بغية التعريف بعدة جوانب من التقاليد الشاوية غير المعروف لدى الكثيرين وإعادة بعثها وتلقينها للأجيال.
أحيت الجمعية حسب رئيستها، عديد النشاطات كان أبرزها تظاهرة إحياء عيد ينار في 12 جانفي المنصرم، حيث أقيم الاحتفال ببلدية أولاد أرشاش شرق خنشلة أين تمّ تنظيم استعراض فلكلوري شعبي بمشاركة فرق من ولايات خنشلة، قسنطينة، باتنة، أم البواقي وتيزي وزو بلباسهم التقليدي الامازيغي إلى جانب إعداد أكلات تقليدية احتفالا بهذا العيد مثل العيش، البربوشة، الغرايف، والرفيس.
وأضافت فلاح في سياق متصل، «جمعيتنا أحيت سنة 2017 عيد «ثافسوث» وهو الاحتفال بحلول فصل الربيع لدى الأمازيغ وذلك بمنطقة قارت بدائرة أولاد أرشاش شرق الولاية. يحتفل الأمازيغ بهذا العيد من خلال قطف بعض أنواع النباتات والخضر والفواكه التي تنضج مع بداية الربيع مثل نبتات، التافغة التقرنينة والخرشف وغيرها».
وتمّ هذا الاحتفال بحضور سكان منطقة قارت وطلبة من معهد العلوم الاجتماعية من جامعة الشهيد «عباس لغرور» خنشلة وتمّ إقامة استعراض فنتازيا الخيول وإحياء بعض الألعاب التقليدية للامازيغ كلعبة الخربقة واختتم هذا الاحتفال بإقامة وليمة جماعية كما اعتاد عليه أجدادنا في هذا العيد تنتهي إلى إعداد وتقديم تحلية رفيس الربيع المسمى بالشاوية «نتفسوين».