طباعة هذه الصفحة

ترميم معلم عين الفوارة

إزالة الترميمات السابقة واعتماد التقنيات العالمية في العملية

سطيف: نورالدين بوطغان

أكد المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية عبدالوهاب زكال، خلال زيارته لسطيف، على إثر العملية التخريبية التي تعرض لها معلم عين الفوارة، يوم الأثنين الماضي، من طرف شخص يبدو أنه مختل عقليا، أن عملية ترميم المعلم شرع فيها ابتداء من أمس السبت. وقال ذات المسؤول الذي حل، مؤخرا، رفقة وفد هام من الخبراء والباحثين في الآثار، بمعية السلطات الولائية ومسؤولي الثقافة، أن طريقة العمل التي ستعتمد لترميم المعلم ستكون شاملة وموحدة، وتعتمد على عملية التصوير ثلاثية الأبعاد التي أنجزتها جامعة سطيف في مارس الماضي، وهو التصوير الذي سيمكن من المعرفة الدقيقة للمعلم قبل تخريبه، ومقارنة ذلك مع نفس التصوير بعد العملية التخريبية.

وأشار ذات المسؤول إلى أن العمليات الترميمية التي مست المعلم خلال سنتي 1997 و2006 كانت سريعة وغير مكتملة، وعليه تقرر إزالة تلك الترميمات، حيث سيشرع الخبراء، ابتداء من اليوم، في عملية إزالة الفضلات وتلك الترميمات السابقة للقيام بالعملية بشكل مدروس وفق المناهج العالمية والتقنية الحديثة.
ودائما في إطار تسريع الإجراءات العملية لترميم المعلم التاريخي لعين فوارة بعد الاعتداء الاخير، ترأس والي ولاية سطيف، نهاية الاسبوع، بمقر الولاية اجتماعا ضم جميع الفاعلين المعنيين بعملية الترميم، حيث ضم كلا من ممثل وزارة الثقافة، مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، أساتذة من مخبر الهندسة المتوسطية لجامعة فرحات عباس سطيف، رئيس دائرة سطيف، رئيس بلدية سطيف، مدير الثقافة، وعدد من النحاتين المختصين في نحت الرخام.
تناول هذا الاجتماع جميع المراحل المقترحة لترميم هذا المعلم وإعادته الى ما كان عليه سابقا، حيث تم عرض بالفيديو لعملية المسح الضوئي بالليزر لدراسة تمت من طرف جامعة فرحات عباس سطيف، بعدها تطرق الجميع كل حسب اختصاصه للمراحل التي ستعرفها عملية الترميم، الوالي ألح على ضرورة استعمال جميع الإمكانيات والوسائل العلمية والاستعانة بجميع الخبرات لعملية الترميم حتى ستعيد هذا المعلم جماله، و يعود الى سابق عهده مقصد السواح والزوار، بعدها تنقل جميع الفاعلين الى عين المكان لمعاينة الأضرار قبل الانطلاق الفعلي في العمليات الترميمية والتي ستكون على المراحل التالية:
القيام مرة ثانية بمسح ضوئي بأشعة الليزر لمعرفة الاختلالات والاختلافات الناجمة عن الاعتداء وإعطاء صور واضحة ومعمقة لعملية الترميم وتحديد ما يتم ترميمه،تحليل المعلومات الميدانية المحصل عليه بعد عملية المسح الضوئي هذه العملية ستسمح بالحصول على نموذج ثلاثي الأبعاد للمعلم بغية الحصول على نسخة طبق الأصل للمعلم،و تنظيف المعلم ونزع الترميمات السابقة.
في الأخير أبدى المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية وجميع الحاضرين ارتياحهم وإعجابهم بالعمل الذي قامت به جامعة فرحات عباس، و الخاص بعملية المسح التي تمت والتي ستمكن منه ربح الوقت لترميم هذه التحفة.