35 دولة امتنعت عن التصويت لصالح القرار الداعم للقدس في الأمم المتحدة، والمثير للتعجّب أن دولة مسلمة كانت من بين هؤلاء الممتنعين ويتعلق الأمر بدولة البوسنة والهرسك ما أثار جدلًا واسعًا حول العالم.
وفي أول تعقيب على امتناع البوسنة، الدولة المسلمة، عن التصويت لصالح قرار يدعم القدس، اعتبرت الحكومة الإسرائيلية أنها «حققت انتصارًا سياسيًا في الجلسة، من خلال جعل دولة البوسنة والهرسك المسلمة تمتنع عن التصويت من بين 35 دولة ممتنعة».
وكانت هذه الدولة سابقًا جزءًا من «جمهورية يوغسلافيا الاشتراكية الاتحادية «، وفي الحرب اليوغسلافية في تسعينيات القرن الماضي، استقلت البوسنة والهرسك عن الاتحاد اليوغسلافي.
وترتبط البوسنة بعلاقة وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل منذ فترة حرب البلقان.وما أثار الانتقادات ضد هذا البلد الإسلامي هو حجم المؤازرة والدعم الذي تلقاه من الدول الإسلامية خلال حرب البوسنة والهرسك، علاوة على الدعم المادي والتبرعات الكبيرة التي وجهت للبوسنة خلال تلك الحرب، خاصة عبر «الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك» التي تأسست في العام 1992 بالسعودية، وقدّمت العون لمسلمي البوسنة والهرسك المتضررين من الحرب.
سبب الامتناع عن التصويت
هذا وكشفت مصادر في المجلس الرئاسي للبوسنة والهرسك أن ممثل البشناق المسلمين بكر عزت بيغوفيتش، اقترح التصويت لصالح القرار الداعم للقدس في الأمم المتحدة، لكن العضوين الآخرين قررا الامتناع.
وأضافت المصادر أن: «قرار الامتناع عن التصويت صدر رغما عن رغبة بيغوفيتش، بعدما وافق عليه كل من رئيس المجلس، وممثل الكروات دراغان تشوفيتش، وممثل الصرب ملادن إيفانيتش».
ويتشكل المجلس الثلاثي للبوسنة والهرسك من ممثلي العرقيات الثلاث بالبلاد، البوشناق المسلمون والصرب والكروات.
ووفق دستور البلاد، فإن البوسنة تنتخب العضوين البوسني والكرواتي لعضوية الرئاسة، فيما تنتخب جمهورية صرب البوسنة العضو الصربي.
يذكر أن اتفاقية «دايتون» للسلام، التي أنهت حرب البوسنة، تنص على تولي كل عضو من أعضاء المجلس الرئاسي الثلاثي، مهام رئاسة المجلس لفترتين مدة كل منهما 8 أشهر، وذلك خلال مدة ولاية المجلس التي تمتد لأربع سنوات من تاريخ انتخابه.