تواصلت زيارة الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى الناحية العسكرية الثالثة ببشار، في يومها الرابع على التوالي، بتفقد بعض وحدات القطاع العملياتي الشمالي ببشار.
ولأن أبرز صور الوفاء لتضحيات الشهداء الأبرار، هي الحفاظ على ذاكرتهم و الدفاع عنها، فقد استهل الفريق زيارته من مدخل مقر قيادة الناحية العسكرية الثالثة ، أين وقف بمعية اللواء سعيد شنقريحة، قائد الناحية، وقفة ترحم على روح الشهيد الرمز "مصطفى بن بولعيد " الذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المُخلد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأطهار.
بعدها قام بتفقد بعض الوحدات على غرار الفرقة 40 مشاة ميكانيكية ، أين أشرف على مراسم تسمية هذه الوحدة الكبرى باسم الشهيد "عيساني عبد الرحمان" أحد شهداء المنطقة، وذلك بحضور أفراد من عائلة الشهيد الذين تم تكريمهم بالمناسبة، ليتابع بعدها عرضا شاملا عن الفرقة ويسدي جملة من التوصيات والتوجيهات تتعلق بمختلف الجوانب خاصة منها التحضير العملياتي.
وفي لقاء مع قيادة وأركان وإطارات الفرقة ألقى الفريق كلمة عبر في مستهلها عن ارتياحه الكبير لما لمسه من نتائج ميدانية طوال أيام زيارته للناحية، مثمنا الروح الوطنية العالية التي تسكن عقول وقلوب الأفراد في جميع مواقع عملهم:« إنه حقيق علي بهذه المناسبة الكريمة، التعبير أمامكم اليوم عن فائق ارتياحي، بل، وتقديري لهذه الروح الوطنية العالية التي لمستها ميدانيا، تسكن عقول وقلوب كافة الأفراد بمختلف فئاتهم وفي كافة مواقع عملهم، وهذا الحس المهني المحترف الرفيع، المفعم بالوعي بالمسؤولية والمدرك لمتطلبات الواجب، حيال الجيش والوطن، هو من أعظم الشواهد الثابتة واليقينية التي تشهد، وأعيد ذلك مرة أخرى، على نجاح النهج الذي نتشرف بمواصلته، إن شاء الله تعالى وقوته، بفضل دعم وتوجيهات فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني.
هذا النهج المثابر والمخلص الذي أنتج جيشا قويا ومتطور الأداء، يعي أفراده، كل أفراده، ويدركون أنهم مدينون بالوفاء لقسم الإخلاص للشهداء، وأنهم مطالبون دوما بأن يكونوا في مستوى حجم الرهانات الواجب كسبها، اهتداء بأسلافهم من مجاهدي جيش التحرير الوطني، الذين كانوا في ذرا شعب كريم، وفي كنف رب رحيم، فانتصروا لوطنهم، فنصرهم الله، ونصر بهم الجزائر، وأعلى شأنها بين الأمم ».
الفريق جدد التذكير مرة أخرى بأن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، سيظل دوما حريصا أشد الحرص على القيام بمهامه الدستورية الثابتة، من أجل إعلاء شأن الجزائر، وتأمين شعبها وحماية كل شبر من ترابها الطاهر:« فالمحافظة على علو شأن الجزائر، وتأمين شعبها وحماية كل شبر من ترابها الطاهر، هي مهام ثابتة بل ومقدسة يحرص الجيش الوطني الشعبي، على أن يفيها كل ما تستحقه من عناية ورعاية، وعلى أن يقدرها حق قدرها، وعلى أن يؤديها على أحسن وجه، مهما كانت الظروف والأحوال، فمن أجل ذلك تبذل الجهود، ومن أجل ذلك يوظف مخزون التجارب، ويستعان بكل ما لدينا من خبرات متراكمة عبر السنين، ولأجل ذلك تحديدا تستوعب كل موجبات الجاهزية، وكل عوامل التوفيق والنجاح في المهام الموكلة، وتلكم مواصفات مهنية وشمائل عملية نريدها دوما، بأن تكون صفة بارزة لصلب عقيدتنا العسكرية وسمة طبيعية من سمات المهام الحيوية التي تتشرف قواتنا المسلحة بأدائها ».
الفريق اختتم زيارته إلى الناحية العسكرية الثالثة بلقاء توجيهي وتحسيسي، تابعته جميع وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر عن بعد، أين حث على ضرورة مواصلة بذل المزيد من الجهود الحثيثة والمثابرة، في سبيل الأداء الأمثل للمهام الموكلة.
واختتم اللقاء بفسح المجال أمام إطارات وأفراد وحدات الناحية، الذين أكدوا بدورهم استعدادهم الدائم واللامشروط لحماية الجزائر أمانة الشهداء من أي مكروه.