طباعة هذه الصفحة

الأديب القاص عز الدين بومرزوق

القصّة القصيرة جدّا فن حديث لم يأخذ حقّه في الجزائر

إ ٫ .كافي

اعتبر الأديب القاص عز الدين بومرزوق في حوار لجريدة «الشعب»، أنّ القصّة القصيرة جدا جنس أدبي حديث لم يأخذ حقه بعد في الجزائر بالمقارنة مع ما يشهده في بعض الدول العربية، كما اعتبر أن مسؤولية إعطاء هذا الفن مكانته التي يستحقها هي مسؤولية الجميع من كتّاب، نقّاد وباحثين جامعيين، مؤكدا في هذا الصدد أنّه متفائل جدا بمستقبل القصة الصغيرة جدا لأنّها تواكب عصرها، كما أنّها اليوم تفرض نفسها بقوة بحكم أن القارئ يجد صعوبة في تناول النصوص الطويلة سواء الرواية أو القصة القصيرة، وبالتالي فهي الملاذ الوحيد للتواصل مع النص الجميل.

-  الشعب: كيف نستطيع التّفريق بين القصّة القصيرة جدا وقصيدة النّثر باعتبار التّقارب الكبير بينهما، وما هي أهم الشّروط الواجب توافرها في الققج؟
  عز الدين بومرزوق: صحيح أنّ القصّة القصيرة تميل بمقوّماتها وأركانها إلى التشبه بالقصيدة النثرية من خلال الشّعرية التي تتضمّنها كلماتها، إلا أن الفرق بينهما يتوضح في أن القصة القصيرة جدا هي نص سردي، أما قصيدة النثر تنتمي للشعر، فالقصة القصيرة تختلف كثيرا عن الشعر وتتطلب مقومات الشعرية، الفجائية، العنوان، القفلة، كشروط هامة وأساسية تعطي القصة القصيرة جدا شكلها الصحيح.

- ما هي قراءتك لواقع القصّة القصيرة في الوطن العربي وفي الجزائر تحديدا؟
ظهور القصة القصيرة جدا كان في بداية القرن الماضي في أمريكا ثم انتقل في عشرينيات القرن الماضي إلى أوروبا اللاتينية، وفي أواخر هذا القرن انتقل إلى بلاد الرافدين، سوريا والعراق وفلسطين، وكان هناك أسماء كبيرة جدا كتبت في هذا الجنس الأدبي، كما أن العديد من الدراسات والكتب القيّمة أبرزت هذا الفن الجديد، بالنسبة للمغرب العربي تميّزت به كثيرا تونس والمغرب، إلا أنه مازال لم يأخذ حقه في الجزائر، فيه أسماء لكنها محتشمة جدا.
-  لماذا حسب رأيك ظلّت هذه الأسماء المبدعة في القصّة القصيرة جدّا محتشمة في الجزائر؟
 هذا من أهم الأسئلة المطروحة في الوقت الراهن، ربما لعدم اهتمام النقاد بهذا الجنس الأدبي، كذلك ميول الكثير من الكتب في القصة والشعر إلى الرواية بحثا عن امتيازات، أو بحثا عن مكانة أو بحثا عن الشهرة متخلّين عن القصة القصيرة، وإذا تخلّوا عن القصة القصيرة فكيف يمكن الكتابة في القصة القصيرة جدا؟ وبالتالي كل هذه العوامل الكثيرة ساهمت في عدم بروز وإظهار هذا الجنس الأدبي في الساحة الأدبية، نحاول من خلال هذه المجموعتين «شبه لهم» و»قلب...مختل عقليا» وهما أول مجموعتين صدرتا لي في القصة القصيرة جدا أن تبادر مثلما بادر بعض الزملاء في الدفع بالقصة القصيرة جدا للمشاركة، وإثبات حضورها في المشهد الأدبي بالجزائر.
-  ما هو دور المؤسّسات الثّقافية في الدّفع بانتشار هذا الفن على السّاحة الأدبية في الجزائر؟
  الحقيقة أنّ الدور هنا هو مسؤولية مشتركة من الكاتب نفسه، الجامعة ثم النقاد وأيضا المؤسسات الثقافية التي تبرز وتعطي فرصة ومنابر للكتاب لإبراز مثل هذه الفنون الجديدة، وبالنسبة لانتشار هذا الفن أنت تعرفين أن كل شيء جديد هو معادي، لذلك أعتقد أنه يجب علينا الانتظار لوقت آخر ليبرز هذا الفن مستقبلا.
أنا متفائل رغم ذلك بأن القصة القصيرة جدا ستجد مكانتها، وبأن لها مستقبلا كبيرا لأن الوقت وقت السرعة، وقت الومضة، والقصة القصيرة جدا تواكب عصرها لأن القصة القصيرة جدا لا تلقى في محاضرات وإنما تقرأ، وبالتالي لن نجد مثل القصة القصيرة جدا لتكون رسالة ولوحة فنية جميلة نعرضها على القارئ ليستمتع بها، كما أنها اليوم تفرض نفسها بقوة بحكم أن القارئ يجد صعوبة في تناول النصوص الطويلة سواء الرواية أو القصة القصيرة وبالتالي الملاذ الوحيد للتواصل مع النص الجميل كالقصيدة والقصة القصيرة جدا والومضات هذه التي ستكون لها مكانة مستقبلا في الساحة الأدبية.