يحتفل المسرح الجهوي لمعسكر، اليوم، بـ «دار الثقافة أبي رأس الناصري»، بتألق مسرحية «كارت بوسطال» في المحافل الدولية والوطنية، بعد أن نالت المسرحية لقب أفضل عرض مسرحي متكامل للدورة 24 لمهرجان الأردن المسرحي قبل أسابيع متوجة بالمرتبة الثالثة هناك، لتفتك العنقود الذهبي مؤخرا بإحرازها للجائزة الكبرى للطبعة 11 للمهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بالمدية، حيث يظل العرض المسرحي «كارت بوسطال» يحصد نتائج مشرفة ويواصل تحديه المطلق للظروف الصعبة التي تعاني منها «عائلة أبي الفنون» بولاية معسكر.
في ظل غياب مقر يليق بجهودها وتطلعاتها ونجاحاتها المتوالية فزيادة عن النجاحات التي حققتها مسرحية كارت بوسطال في التظاهرات والمنافسات الوطنية والدولية، تجدر الإشارة إلى بعض الأعمال المسرحية التي لا يقل نجاحها أهمية عن غيرها، على غرار مونودرام العرض المسرحي « عزيزي طارزان» الذي أحرز قبل أشهر الجائزة الأولى لتظاهرة الأيام المغاربية للمونودرام بالأغواط، وعروض مسرحية أخرى منها الموجهة لفئة الأطفال وكذلك فئة الكبار مثل « علة فلة «، «هارمونيكا» و»الفلوذج» التي استطاعت أن تستقطب اهتمام وإعجاب الجمهور لدى عرضها بعدة مسارح جهوية بمناطق مختلفة من الوطن، ويحدث هذا التألق والنجاح للمسرح الجهوي بمعسكر أيضا - بعيدا عن مسقط رأسه وأعين جمهوره المحلي المحروم من حضور هذه العروض المسرحية بفعل غياب مقر يحتضن الجميع ويكون حاضنة للابداع والإنتاج المسرحي المتنوع، عن ذلك كله، قال مدير المسرح الجهوي لمعسكر احمد خوصة لـ»الشعب» أن المسرح بمعسكر «يبقى بعيدا جدا عن المبادرة خاصة مع طرح إشكالية غياب قاعات المسرح التي تتوفر فيها إمكانيات تتكامل مع العروض المسرحية الجيدة وحتى فضاء يمارس فيه المسرحيون تدريباتهم «، وهو الأمر نفسه الذي يعيق الإعداد لإنتاج فني جيد، طالما لم يتم البت بعد في قضية تسليم مقر المسرح الجهوي بساحة الأمير عبد القادر الذي تأخر تسليمه بسبب تجميد عملية تجهيز المقر- المكلفة - للظروف الاقتصادية الراهنة، أما العائلة الفنية التي يعود لها الفضل في كل هذه النجاحات فتناشد بدورها القائمين على قطاع الثقافة التدخل لرفع التجميد عن عملية تجهيز مقر المسرح الجهوي الذي يعد تحفة معمارية وأثرية بامتياز.