أجمع الأساتذة المشاركون في الندوة الأدبية التي نظمت، أمس، بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية «التيجاني محمد» حول حضور الثورة في الأدب العربي والعالمي، على أن الثورة الجزائرية كانت ثورة شاملة كسرت الموازين وقلبت الحضارة الغربية.
هدفت هذه التظاهرة إلى تسليط الضوء على تأثير الثورة الجزائرية في الأدب العربي والعالمي وذلك من خلال عدة مداخلات لأساتذة وباحثين جامعيين، وقد تضمن برنامج الندوة الذي سطر بمناسبة الاحتفال بذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 بالإضافة إلى القراءة في حضور الثورة في الأدب، قراءات شعرية بمشاركة نخبة من شعراء ولاية ورقلة على غرار الشاعر عبد القادر بن عطية والشاعر عبد الحكيم عبد الباسط علاوة وكذا العديد من الشعراء الشباب الذين رسموا صورة شعرية عن الثورة الجزائرية وعظمتها كما لم ينسوا في قصائدهم وأبياتهم الشعرية التأكيد على تضامن مساندة الشعب الجزائري للقضية الفلسطينية مؤكدين أن القدس ستبقى في قلوبنا جميعا عاصمة فلسطين الأبدية.
وفي مداخلتها أوضحت الدكتورة خديجة عنيشل أن الثورة الجزائرية لم تكن ثورة إيديولوجية يوما بل كانت ثورة إنسانية وقد كان هذا سببا لنجاحها وانتشارها وتأثيرها الكبير على عديد الأدباء في العالم والعالم العربي، مردفة أن الثورة الجزائرية كانت أيقونة استحقت كل ذلك الثناء والتقدير، وأن الثورة الجزائرية تفجرت في الجزائر في الواقع ولكنها تفجرت أيضا في قلوب كل الأحرار في العالم، مؤكدة أن هذه الأعمال الأدبية ستبقى شواهد عن الثورة الجزائرية وعمن ساندوها.
من جهته الدكتور بلقاسم مالكية ركز على حضور الثورة في الكتابات النقدية وأكد أن الجوانب التي لم تكشف في الثورة الجزائرية كثيرة جدا، فالثورة الجزائرية لم تكن أبدا عملا مسلحا لأن العمل المسلح لم يكن إلا فلسفة كان يرجى من ورائها تحرير الإنسان، موضحا أن سياسة الإستعمار التي كانت إبادية توضحت من خلال العديد من المجازر فضلا عن المجاعة التي قضت على ما نسبته 66 من المائة من الجزائريين آنذاك نتيجة السياسة التي انتهجها المستعمر، المتحدث شدد على أن دراسة الثورة الجزائرية لازالت تستحق بذل جهد أكبر لأنها شجعت على طرح العديد من الأسئلة الفكرية والثقافية.