طباعة هذه الصفحة

مدير صندوق التأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء - وكالة الجزائر:

ثلاثة مراكز للتكفل بذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى التوحد

سهام بوعموشة

إطلاق خدمة المساعدة الإجتماعية لمرافقة الفئات الهشة

يعمل الصندوق الوطني للتأمينات الإجتماعية للعمال الأجراء، على وضع تدابير وتسهيلات ترمي إلى التكفل الأنجع بفئة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، متخذا شعار “ذوي الاحتياجات الخاصة في صميم انشغالات الصندوق”، وذلك عبر اعتماد استراتيجية هادفة في مجال تحسين ظروف التكفل بالمؤمَّنين إجتماعيا، لاسيما فئة المعاقين، وكذا تخفيف الإجراءات وعصرنة تسيير الأداءات المقدمة لهم للحد من تنقلهم غير المجدي إلى هياكل الصندوق.
أبرز الطيب بونجار مدير الصندوق الوطني للتأمينات الإجتماعية للعمال الأجراء، وكالة الجزائر العاصمة، في لقاء إعلامي، الدور الذي تقوم به الوكالة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة، لأن مهامها لا تنحصر فقط في الأداءات وتحصيل الإشتراكات، بل أيضا توفير مراكز ذات طابع صحي واجتماعي لهذه الفئة وهي مركز الطفولة المسعفة وإعادة التأهيل النفسي الأرطوفوني بالقبة، ومركز آخر بشارع أودان، كما تم فتح مركز جديد بشارع ديدوش مراد شهر سبتمبر المنصرم مختص بالكفالة النفسية والأرطوفونية لمرضى التوحد، بحيث خصصت ميزانية معتبرة لهذه المراكز من إطعام وتكوين، أملا في تعميم هذه المبادرة على كل وكالات الكناس بولايات الوطن.
وبلغة الأرقام قال مدير الصندوق أن المراكز الثلاثة السالفة الذكر إلى غاية نهاية نوفمبر 2017، تكفلت بحوالي 570 طفل في كل الأمراض، 254 طفل مصابين بمرض التوحد على مستوى مركز ديدوش مراد، وبلغ عدد الحصص الطبية ثلاث حصص في الأسبوع، علما أن عدد الحصص التي تمت على مستوى المراكز الثلاثة من شهر سبتمبر إلى نوفمبر 2017 بلغت 798 حصة بمركز ديدوش وأكثر من 1400 حصة بمركز القبة و1377 حصة بشارع أنري جونيور بأودان، بتأطير بطاقم طبي يقدر ب14 مختص علاوة عن الطاقم الإداري.
في هذا الإطار أوضح، بونجار أن المادة 15 من القرار الوزاري المؤرخ في 11 مارس 1998 المتعلق بالنظام الداخلي للصندوق تتحدث عن المهام المركزية لمديرية النشاط الصحي والإجتماعي وهي إنشاء المراكز الصحية الإجتماعية لفائدة المعاقين، إعادة التكيف العضلي والتدريب المهني لحوادث العمل، المستضعفين جسديا، الخدمة الإجتماعية، رعاية الطفولة ومساعدة الطفولة غير المكيفة، كما للصندوق مركز نفسي لتصحيح النطق يتكفل بالأطفال الذين يعانون من ذلك، مشيرا إلى أن الوكالة تتعامل مع كل الجمعيات وعلى رأسها الجمعية الوطنية لإضطراب التوحد.
وأضاف أن الوكالة أدخلت مادة جديدة في النظام الداخلي، ينص على إجبارية إدماج طفل مصاب بمرض تريزوميا والتوحد ومن لهم مشكل في السمع في روضة الأطفال التابعة للكناس وهناك ثلاثة اثنان بباب الزوار وواحدة بالعناصر، كاشفا عن إطلاق خدمة المساعدة الإجتماعية وهي خدمة عمومية بامتياز الهدف منها مرافقة المؤمن لهم اجتماعيا وذوي حقوقهم لاسيما الفئة الهشة منهم غير القادرة على التنقل دون مساعدة بالتكفل بهم في منازلهم ومرافقتهم وكذا الإصغاء لانشغالاتهم من طرف المختصة الإجتماعية، بالقيام بالإجراءات الإدارية لفائدتهم لدى هيئات الضمان الاجتماعي.
في هذا الشأن، نظمت أكثر من 50 زيارة ميدانية إلى منازلهم انطلاقا من لائحة بأسماء هؤلاء، ومراكز صحية لمعالجة المؤمنين إجتماعيا وتسهيلات للذين يعانون مشاكل حركية مع إنشاء ميثاق هيكل أمين الصندوق يتقيد بعدة معايير دولية لتسهيل تنقل هذه الفئة، كما يعمل الصندوق على مواصلة إدراج التدابير الرامية إلى التسهيل بما أمكن من إجراءات التكفل بفئة المؤمن لهم إجتماعيا من ذوي الإحتياجات الخاصة وحصولهم على الأداءات وفق آليات حديثة تتماشى وطلباتهم المشروعة.
بالمقابل، قال بونجار أن، صندوق التأمينات الإجتماعية للعمال الأجراء وكالة العاصمة يتبع أداءات للذين يحتاجونها، محاولة التحكم في النفقات بجعل النفقات تذهب لمستحقيها، بمراقبة الذين يقدمون عطل مرضية، تحصيل الإشتراكات، مع عمل جواري تقوم بتقديم تسهيلات لأرباب العمل للتصريح بعمالهم كونه يضر بمنظومة الضمان الإجتماعية، مؤكدا أن هذه المنظومة في الجزائر مكسب والأحسن في العالم ولابد من الحفاظ عليها من خلال التحكم في الأداءات وتحقيق التوازن لتركها للأجيال.

رئيسة جمعية اضطراب التوحد: ارتفاع عدد مرضى التوحد وتوفير الإمكانات ضروري

من جهتها، أشادت رئيسة الجمعية الوطنية لإضطراب التوحد بالجزائر والي ليلى بمهنية الطاقم الطبي على مستوى مركز الكفالة النفسية والأرطوفونية لمرضى التوحد بشارع ديدوش مراد، قائلة :« لدينا مختصين أمنوا بقضيتنا وفي 2017 لأول مرة استطاعنا التعامل مع الصندوق الوطني للتأمينات الإجتماعية للعمال الأجراء الذي قدم لنا مساعدات وتكفلوا بأطفال ذوي الإعاقات ومرضى التوحد”، مؤكدة أن الأطفال الذين تمكنوا من التدريس هم الذين تم التكفل بهم بمراكز الضمان الاجتماعي التابعة لوكالة الجزائر، بحيث حققوا نتائج إيجابية في الدراسة، أملة في تعميم هذه الفكرة على كامل التراب الوطني.
وأضافت والي أن الجمعية سطرت برنامج تكويني لفائدة المؤطرين كي يحسن التكفل بهذه الفئة، بحيث انطلق التكوين في أوت المنصرم لمدة أسبوع، وكان نوعي أطرته جزائرية مقيمة بكندا، وحسبها فإنها طرحت الفكرة على مسؤولي الكناس وفي مدة قصيرة أستجيب لطلبها بتنظيم هذه الدورة التكوينية التي كانت هامة من حيث البرامج.
وأشارت والي إلى الصعوبات التي تعانيها هذه الفئة على مستوى بعض المؤسسات التربوية بسبب ذهنية، بعض المدراء والمعلمين الذين لا يتقبلون تمدرس مرضى التوحد مع الأطفال العاديين ولا يعرفون التعامل مع هذه الفئة، وأنه ينبغي توفر الفريق الطبي والإمكانيات للتكفل الأمثل بهذه الفئة. وحسبها فإن الإحصائيات تشير إلى أن مرضى التوحد في إزدياد مستمر، بحيث في كل ولادة يوجد مريض توحد، وفي كل أربع ذكور يوجد طفلة مريضة بالتوحد.
وللعلم، فإن الجمعية معتمدة من طرف وزارة الداخلية منذ سنة 2013، لديها مكاتب ولائية تنشط عبر كامل التراب الوطني تضم 99 بالمائة من الأولياء.