طباعة هذه الصفحة

إحياء التراث اللامادي للمنطقة والبعد التاريخي لها

إنطلاق أيام الأغنية البدوية والشعر الملحون إبان الثورة التحريرية

انطلقت أول امس الاثنين بالشلف فعاليات الطبعة الأولى لأيام الأغنية البدوية والشعر الملحون إبان الثورة التحريرية وسط  استحسان المواطنين المحليين لهذه المبادرة التي مكّنتهم من تذوق والتعرف عن قرب لهذا الفن. واعتبر مدير دار الثقافة، جيلالي دحماني، أن هذا النشاط الذي جاء تزامنا وذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 «يجمع بين البعد الثقافي من خلال إحياء التراث اللامادي للمنطقة وكذا البعد التاريخي عبر إبراز دور الأغنية البدوية والشعر الملحون إبان الثورة التحريرية المباركة»، فضلا عن خلق فضاء ترفيهي أمام الجمهور المحلي والتعريف بخصوصيات هذا الفن. وأضاف أن مصالحه تسعى من خلال هذه المبادرة التي تدوم يومين كاملين «لاستقطاب أعمدة الأغنية البدوية والشعر الملحون والترسيخ لثقافة إحياء والحفاظ على هذا  الفن العريق» مذكرا بإسهامه (فن الأغنية البدوية والشعر الملحون) في «حفظ  تاريخ المنطقة وتبادل الرسائل بين المجاهدين خلال ثورة التحرير من خلال قصائد  تتغنى بانتصاراتهم وتؤرخ لها». من جهته ثمّن الشيخ بن ذهيبة البوقيراطي أحد أعمدة الشعر الملحون والفن  البدوي من ولاية مستغانم هذا النشاط الذي يسمح  ـ حسبه - بتذكير الأجيال الجديدة  بتاريخ الجزائر من جهة وكذا تعريفهم على هذا الفن الأصيل الذي يعتبر «مكملا لمؤلفات الذاكرة الوطنية وتضحيات جيل الثورة».

واستمتع الجمهور الحاضر بعديد قصائد الشعر الملحون والأغاني البدوية للشيخ  البوقيراطي على غرار أغنية «بسم الله نبدا هذه الأشعار» والتي تتغنى بتضحيات  جيل الثورة وتعود لأهم المعارك التي احتضنتها مناطق الشلف مستغانم غليزان فيما استحسن رشيد أحد الشباب الحاضرهذا النشاط الثقافي التاريخي الذي  يغوص في عمق الذاكرة الوطنية على وتر الأنغام البدوية في مشهد وصفه بأنه «محطة  لتواصل الأجيال ثقافيا وتاريخيا». ويشارك في فعاليات أيام الأغنية البدوية والشعر الملحون إبان الثورة التحريرية التي تنظم لأول مرة بالشلف ثلة من أعمدة الشعر الملحون والأغنية  البدوية من ثلاث ولايات على غرار الشيخ أحمد عابد (غليزان) والشيخ صياد العربي عين الدفلى» وكذا الشيخ بن ذهيبة البوقيراطي (مستغانم) بالإضافة إلى فرقة  الشيخ عماري بن دنية وشعراء من الشلف. جدير بالذكر أن فعاليات أيام الأغنية البدوية والشعر الملحون تواصلت لغاية  يوم أمس الثلاثاء، حيث سيكون الجمهور الشلفي خلال الصبيحة على موعد للاستمتاع وتذوق نغمات هذا الفن العريق الممزوجة بالبعد التاريخي عبر استذكار تضحيات شعب  في محاربة الاستعمار الغاشم ليسدل الستار في الفترة المسائية عبر قراءات شعرية  لعديد المشاركين.