باشرت الرئاسية الفلسطينية بقيادة محمود عباس، جهود دبلوماسية واسعة تهدف لحشد دعم الدول الشقيقة والصديقة لفلسطين ضد قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس، في وقت خيبت دول الاتحاد الأوروبي مساعي رئيس الورزاء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في الحصول على تأييد أوروبي لتهويد القدس.
كثف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، جهود حشد دول الشرق الأوسط لمواجهة اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي حيث يبدأ محادثات مع زعماء عرب تنطلق من القاهرة وشرع في زيارة إلى مصر وتركيا.
ونددت الدول العربية بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس الأسبوع الماضي وتعهدت بالضغط على المنظمات الدولية للتحرك ضده دون الإعلان عن أي إجراءات ملموسة.
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس لوكالة الأنباء الفلسطينية «المطلوب الآن قرارات فلسطينية وعربية جريئة في المرحلة المقبلة».
وحذرت القوى العالمية من أن الخطوة الأمريكية ستعرقل جهود السلام في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي استمر عقودا مع انتشار الغضب في أنحاء المنطقة.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن عباس لن يلتقي مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أثناء زيارته للمنطقة الشهر الجاري، كما رفض شيخ الأزهر وبابا الأقباط الأرثوذكس في مصر لقاء بنس أثناء زيارته.
شريكة في إراقة الدماء
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، إن الولايات المتحدة أصبحت شريكة في إراقة الدماء بقرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك في إطار هجومه المتواصل على واشنطن منذ إصدارها القرار، الأربعاء الماضي.
وقال أردوغان متحدثًا في أنقرة «أصبحت الولايات المتحدة شريكة في إراقة الدماء بقرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل».
وأضاف الرئيس التركي «قرار الرئيس دونالد ترامب ليس ملزمًا لنا ولا للقدس».
الاتحاد الأوروبي يرد على نتانياهو
قال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى، أمس، إنهم لا يدعمون اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للعدو الإسرائيلي
وأكد الوزراء مجددا على التزام الاتحاد الأوروبى بحل الدولتين، وهذه أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلى للاتحاد الأوروبى منذ 22 عاما.
وحث بنيامين نتنياهو الاتحاد الأوروبى على الاقتداء بترامب والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأكد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى مجددا على موقف الاتحاد القائل بأن الأراضى التى احتلتها إسرائيل فى حرب عام 1967، ومنها الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان، ليست جزءا من الحدود الدولية المعترف بها لإسرائيل.
وأكد نتانياهو الذي كان إلى جانب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن «القدس عاصمة إسرائيل ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك هذا يجعل السلام ممكنا لأن الاعتراف بالواقع هو جوهر السلام».
اتساع رقعة الاحتجاجات
تواصلت المظاهرات والاحتجاجات في عدد من مدن العالم تنديدا بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب -الأربعاء الماضي- الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذي رُفض بشبه الإجماع في مجلس الأمن.
وخرج آلاف اللبنانيين في تظاهرة كبرى حاشدة في الضاحية الجنوبية لبيروت، دعا إليها حزب الله ستختتم بكلمة للأمين العام للحزب حسن نصر الله وسيشكل ملفّ القدس وفلسطين العنوان الأبرز فيها.
وأحرق متظاهرون في إندونيسي صور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأعلام الأمريكية والإسرائيلية أمس، أثناء احتجاج أمام السفارة الأمريكية، وهتف المحتجون عبر مكبر صوت أثناء حرق المحتجين علما إسرائيليا «لنشهد دمار سطوة إسرائيل. ندعم فلسطين بدمائنا».
وشكلت الجامعات والمعاهد بمختلف العواصم العربية والإسلامية، مراكز لتجماعات المتظاهرين ضد مساعي تهويد القدس.