تصنف ولاية تيارت من الولايات الرائدة في الحبوب، حيث تساهم بـ13 بالمائة من الانتاج الوطني وتقدر مساحتها الاجمالية بـ2005.00 هكتار منها 1608.152 هكتار مخصصة للفلاحة وتستغل منها 707.622 هكتار فقط بسبب موجة الجفاف التي تشهدها المنطقة منذ سنوات، حيث لم تزرع سوى356000 هكتار هذا العام منها 66000 هكتار من القمح اللين، و145 ألف من مادة الشعير.
وقد أنتجت المنطقة الشمالية كالرحوية ومشرع الصفا وواد ليلي والدحموني في السنوات المنصرمة أكثر من 3 ملايين قنطار، حيث تعتبر ولاية تيارت من الولايات التي تكفي سكانها بهذه المادة والدليل هوالأسواق الخاصة بشتى انواعها بكل من مدريسة وعين الذهب والسوقر وتيارت التي تستقطب الكثير من الفلاحين والموالين. كما أن العديد من الموالين وتجار الحبوب والمواشي يعيدون بيعها بالمناطق الداخلية.
وقدّر انتاج الحبوب بولاية تيارت بحوالي مليون قنطار بتحقيق 3.6 مليون قنطار خلال الموسم الفلاحي المنصرم مقابل حوالي 2.7 مليون قنطار. حسب ما علم لدى مديرية المصالح الفلاحية، فإن هذا الارتفاع في الإنتاج الذي تجاوز توقعات مديرية القطاع المحددة بـ 3.5 مليون قنطار، يعود إلى اعتماد الفلاحين على السقي التكميلي بالدرجة الأولى عبر 10 آلاف هكتار من الأراضي المزروعة، وهو ما سمح بتحقيق مردود يصل إلى 50 قنطارا في الهكتار لدى بعض المنتجين.
كما شهدت الولاية ارتفاع المساحة المزروعة، حيث بلغت هذا العام 350 ألف هكتار مقابل 340 ألف هكتار الموسم الماضي، رغم تضرّر أكثر من 66 ألف هكتار بالجفاف، لكن بنسبة أقل من الموسم المنصرم (164 ألف هكتار). وقد سجّل ارتفاع هذا العام خاصة بالمناطق الشمالية للولاية رغم تذبذب سقوط الأمطار في فصل الربيع، بفضل خصوبة التربة خاصة بمشرع الصفا والرحوية ووادي ليلي، والتزام الفلاحين بالمسار التقني المتمثل في خدمة الأرض ومعالجة الأعشاب الضارة، ما مكّن من تسجيل مردود يتراوح بين 15 و30 قنطارا في الهكتار، حيث تمّ تجميع عبر 39 نقطة تابعة لتعاونيات الحبوب والبقول الجافة لتيارت وفرندة ومهدية ومؤسسة خاصة للحبوب والخضر الجافة، أكثر من 1.6 مليون قنطار منها أكثر من 1.4 مليون قنطار من القمح الصلب وأزيد من 186 ألف قنطار من القمح اللين و32 ألف قنطار من الشعير، حيث يفضّل الفلاحون الاحتفاظ بمحاصيل الشعير لاستعمالها كأعلاف لماشيتهم.
وتقدر طاقة استيعاب مرافق التخرين بأكثر من 2.5 مليون قنطار، فيما يوجد مخزن للمحاصيل بقدرة 200 ألف قنطار طور الإنجاز بمشرع الصفا.
وهكذا أصبحت ولاية تيارت قطبا زراعيا ليس للحبوب فقط، لكن مناطق سيدي عبد الرحمان أصبحا ينتجان مادة البطاطا التي كثر الطلب عليها في السنوات الماضية، وذلك بعد توزيع قطع لأراضي فلاحية بل من شحيمة وسيدي عبد الرحمان والقطيفة والرشايقة التي باتت منطقة
شباب المنطقتين الرشايقة وسيدي عبد الرحمان اندمجوا في النشاط الفلاحي، ولا سيما بعد أن استفادوا من اعانات وقطع أراضي وبعد أن توصلوا إلى حتمية خدمة الأرض لكون ولاية تيارت مستقبل شبابها فيلا خدمة الأرض.
ونذكر أن بلدية الدحموني اصبحت قطبا لمشتلة البطاطا، هذا المشروع الذي تمّ جلب تقنية انجازه من طرف أجانب، كالكوريين وغيرهم ولاسيما أن هذا المشروع، أي مشروع انتاج بذور غرس البطاطا تقرّر وضعه بالقرب من سدّ مائي معروف وهو سد الدحموني الذي أصبح مصدرا لسقي المزروعات لسكان المنطقة.
وبهذه المقومات باتت ولاية تيارت أحد زقطاب الاكتفاء الذاتي بالنسبة للحبوب ولاسيما مادة الشعير زيادة على انتاج مادتي البطاطا والبصل بسيدي عبد الرحمان والرشايقة.