يؤكد الدكتور بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة باتنة 01، يوسف بن يزة، أن جريدة «الشعب» وهي تحتفل اليوم الاثنين 11 ديسمبر بالذكرى الـ55 لتأسيسها، رافقت كل مراحل تطور الجزائر المستقلة، وعاصرت كل أحداث الوطن والعالم باحترافية غير مسبوقة، ومسؤولية كبيرة في تغطية الأحداث،حيث كانت و ستبقى منبر من لا منبر له، الأستاذ بن يزة، يكشف في هذا الحوار مع «الشعب» حول أرائه في احترافية الجريدة وتاريخها وأهميتها في الساحة الإعلامية الوطنية.
الشعب: كيف ترى كأستاذ جامعي ومحلل سياسي دور جريدة الشعب منذ الاستقلال في ضمان تقديم خدمة عمومية للمواطن؟.
د.بن يزة: ينبغي في البداية أن تتقدم بتهانينا وتبريكاتنا للشعب الجزائري بهذه المناسبة ولطاقم جريدة «الشعب» التي تعد من أعرق الجزائر الصادرة في العالم العربي لأنها واكبت نشأة الدولة الجزائرية وعاصرت أحداثا كبرى في العالم ومذ عرفناها عرفنا أصالتها وتحليها بالمسؤولية والرزانة في التعامل مع الشأن المحلي والدولي، الشعب ليست مجرد جريدة بل هي ناطق رسمي باسم الشعب الجزائري وهي واحدة من تجليات الإستراتيجية الإعلامية للجزائر أكثر من ذلك هي أداة فعالة للتنشئة السياسية والاجتماعية بما تحتويه من مضامين قيمية تجسد قيم وروح المجتمع الجزائري، وهي أيضا مشتلة لتخريج الكفاءات الإعلامية والفكرية ولابد أنها تستحق لقب الجريدة الأم، حيث أن أغلب إطارات الصحف الخاصة هم من خريجي هذه المدرسة.
كانت «الشعب» مصدرا للمعلومة الرسمية، فقد عاصرت كل مراحل الجزائر المستقلة هل وفقت في ذلك؟.
نعم لقد كانت «الشعب» هي المصدر الحصري لكل الأخبار المتعلقة بالنشاطات الرسمية ولا اعتقد أنها مازالت كذلك بسبب المنافسة الشرسة من طرف الإعلام المرئي والالكتروني، ففي العصر الرقمي لا يمكن لجريدة تصدر في اليوم الموالي أن تحقق السبق بالنسبة للأخبار الساخنة التي لا تنتظر كل ذلك الوقت، ولهذا لجأت كثير من الصحف العريقة إلى خوض غمار الصحافة الالكترونية لمواكبة عصر السرعة في حين تأخذ الجريدة المكتوبة متسعا من الوقت للتحليل وتمرير الرسائل.
هل ترى أن الجريدة وفقت في مواجهة التحديات الكبيرة التي تعيشها وسائل الإعلام المكتوبة في عصر الانترنيت والتكنولوجيا؟.
ليست لدي فكرة حول حجم مقروئية الشعب حاليا ولا بمدى انتشارها، لكنني أعتقد أنها استطاعت مواكبة التطورات الحاصلة في مجال الإعلام من حيث تطوير محتواها وطبيعة الخدمات التي تقدمها للقراء سواء في النسخة المطبوعة أو عبر بوابتها الإلكترونية، هذا التحدي أصبح يلازم كبريات الصحف في العالم غير أن الإفلات منه ممكن بتطوير أدوات الوصول إلى الجمهور على غرار التطبيقات الحديثة والخدمات التفاعلية ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها.
ما تنتظر آنت كقارئ لها من طاقمها الصحفي أن يقوم به لتحقق المزيد من المقروئية والجماهيرية؟.
ينبغي إحداث طفرة في أدوات التواصل مع الجمهور بما هو متاح من مخرجات التكنولوجيا وهو ما أقدمت عليه كثير من الجرائد العريقة التي حافظت على وهجها بركوب موجة التحديث التكنولوجي واعتماد الطرق الابتكارية في الترويج، كما أنوه هنا بتجربة الشعب في خلق تقليد اعتماد مراكز للدراسات الإستراتيجية والإعلامية فهي أدوات مهمة في صناعة الرأي وتسويق أطروحات وأفكار تخدم المجتمع وتعبر عن توجهات الدولة في مختلف القضايا.
كلمة أخيرة للجريدة وعمالها.
أتمنى التوفيق لـ «الشعب» ولكل طاقمها فهي جريدة كل الجزائريين واسمها مرتبط بالحركة الوطنية وتاريخها هو جزء تاريخ الجزائر وفقكم الله في خدمة الرسالة الإعلامية للدولة الجزائرية.