منذ أن أطلق الرئيس الأمريكي رصاصة الرحمة على عملية السلام، وحدّد موقعه إلى جانب إسرائيل; مانحا إيّاها بغير وجه حق، القدس لتجعلها عاصمة لكيانها الغاصب، والشعب الفلسطيني يهزّ الشوارع ولا يقعدها، ويواجه بصدره العاري قوات الاحتلال المدجّج بالسّلاح، رافضا الاستسلام للغطرسة الأمريكية متمسّكا بالقدس عاصمة لدولته فلسطين.
المواجهات لا زالت متواصلة، حصدت منذ الجمعة أربعة شهداء ومئات الجرحى، فأمس الأول سقط شهيدان برصاص العدوّ الصهيوني، وأمس إثنان آخران من كتائب عز الدين القسّام، في غارة إسرائيلية جديدة، تسبّبت أيضا في إصابة نحو 15 فلسطينيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة بالقطاع أشرف القدرة، إن الطواقم الطبية انتشلت جثمان الشهيد محمود محمد العطل (28 عاما) من حي الشيخ رضوان، ومحمد الصفدي (30 عاما) من حي الدرج من تحت أنقاض موقع بدر التابع لكتائب القسام.
هذا وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المدمع والرصاص المطاطي على المنتفضين، في كل ربوع فلسطين ما رفع قائمة المصابين إلى أزيد من ألف، وفي القدس قمعت مظاهرة سلمية لشبان في شارع صلاح الدين، حيث اعتدت عليهم بالضرب بالهراوات، وأغلقت أبواب المحلات التجارية في المنطقة، كما اعتقلت كثيرين. وكان المواطنون الفلسطينيون داخل الخط الأخضر نظموا الجمعة سبع مسيرات احتجاجا على القرار الأمريكي الجائر.
الفصائل تهدد باستهداف مصالح أمريكا
دعت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في مدينة رام الله، إلى تصعيد الغضب الشعبي العارم.
وكشفت في بيان مشترك أمس السبت، عن برنامج نضالي، دعت من خلاله الفلسطينيين إلى المشاركة فيه خلال الأيام القادمة. تضمّن البرنامج تخصيص اليوم الأحد للصلوات في الكنائس وقرع الأجراس، ودعا إلى الاعتصام غدا الإثنين أمام أيّ رموز أو مقرات للولايات المتحدة، إضافة لاعتصام أمام البيت الأمريكي (المركز الثقافي للقنصلية الأمريكية) ظهر غد.
كما دعت الفصائل إلى تجمع عند ميدان المنارة، وسط رام الله الثلاثاء، إضافة لأداء صلاة الجمعة المقبلة أمام مخيم قلنديا، ثم الانطلاق باتجاه القدس.
ودعت أيضا أهالي القرى والبلدات الفلسطينية المحاذية للمستوطنات، للتصدي للمستوطنين، وقطع الطريق أمامهم، وتطوير حالة الصدام اليومي مع الاحتلال ومستوطنيه.
وفي خطى تصعيدية، حذرت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية من أن عدم تراجع ترامب عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «سيفتح النار» على المصالح الأمريكية في الأراضي الفلسطينية. وقالت «إن قرار واشنطن بشأن القدس تجرؤ غير محسوب العواقب، يوجب النفير العام، وإشعال الانتفاضة بكل الوسائل الممكنة لنصرة القدس».
الجامعة العربية تضع «خارطة طريق» للردّ
عقدت الجامعة العربية أمس اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية لتحديد الردّ على قرار ترامب الاستفزازي.
وأفاد محمود عفيفي، المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأنّ هناك خارطة طريق أعدها وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في القاهرة بشأن القدس، لتأكيد الحق الفلسطيني بكافة أبعاده في إقامة دولة مستقلة، وتأكيد مكانة القدس، مع تحفيز المجتمع الدولي لعدم التجاوب مع قرار ترامب.
مظاهرات في فرنسا رفضا لزيارة نتانياهو ولقرار ترامب
تظاهر مئات الغاضبين أمس في مدن فرنسية مختلفة، رفضا لاعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، واعتراضا على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الأحد لباريس.
وقالت أوليفيا زيمور من منظمة «يورو بالستاين» أمام المتظاهرين الذين رفعوا أعلاما فلسطينية «ليس دونالد ترامب من يقرر القانون الدولي». وردّد المتظاهرون «القدس، عاصمة فلسطين» و»عار، عار» تعليقا على اللقاء المقرر اليوم بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي في الإليزيه. وأكدت ميراي غابريل التي شاركت في تنظيم التحرّك أنّ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، «يهدف إلى صبّ الزيت على النار»، مبدية أسفها لـ»الموقف المتناقض» لماكرون الذي «يندد بقرار ترامب ويستقبل نتانياهو في الوقت نفسه».