ذكر الدكتور أسامة جعيل، رئيس جمعية تواصل للثقافة والاعلام لحماية آثار طبنة من الزوال والسرقة، بأن كان رد وزير الثقافة ميهوبي مفرحا ومبشّرا لما هو قادم من خير لمدينة طبنة الأثرية، وحسبه أضاف أنّ هذا الوزير صال وجال في جنبات تاريخ طبنة الكبير إبان الفترة الإسلامية وتحوّلها إلى ثاني مدينة ببلاد المغرب الإسلامي والأولى بالمغرب الأوسط - الجزائر - معددا من كتب عنها من بين المصادر التاريخية الإسلامية الأولى.
اعتبر الأستاذ جعيل أنّ ما تطرّق إليه ميهوبي خلال تدخله أثناء الاجابة عن سؤال شفوي تقدم به النائب حكيم بري، جاء ليؤكّد عزم الدولة الجزائرية في حماية وإعادة إحياء تاريخ الجزائر من خلال الحفاظ على الموروث التاريخي المادي للبلاد وجعله قطبا سياحيا وعلميا بالدرجة الأولى، ومن خلال حديثه أكّد أيضا على خطوات إعادة إحياء مدينة طبنة الأثرية التي عايشت خمس حضارات متنوعة ومختلفة (ما قبل التاريخ، الرومان، الوندال، البيزنطيون والمسلمون بتنوّع دويلاتهم).
في السياق ذاته، قال جعيل حيث أن وزارة الثقافة ستتكفل بالموقع في إطار مخطط حمايته وستحدد الأشغال الإستعجالية والمتوسطة المدى، كما سترسل بعثات من الباحثين لتحديد حدود ومساحة الموقع لتأمينه وتحديد مسارات الزوار وتحديد مناطق خاصة للحفريات، علما أنّ مساحة مدينة طبنة يقارب 600 هكتار، واعدا بإنجاز متحف أثري يحمي ما سيتم إخراجه من باطن الأرض.
أما في رده حول دور المجتمع المدني في المساهمة بالتعريف بالتراث الوطني أكد على الدور الفعال الذي تلعبه الجمعيات الثقافية والأثرية في التعريف والتحسيس بأهمية التراث وصد محاولات السرقة والنهب التي تتعرض لها المواقع الأثرية، مشدّدا على دور الجمعية الثقافية الموكلة بحماية مدينة طبنة. ويقصد هنا جمعية تواصل للثقافة والإعلام، والتي كان هدفها الأساسي الحفاظ على التراث المادي واللامادي لمدينة طبنة التاريخية والأثرية من خلال بتنظيم ملتقيات علمية وحملات توعوية وتحسيسية بأهمية المدينة والتعريف بتاريخها الضارب في التاريخ بدءاً من القرن الأول قبل الميلاد إلى غاية اندثارها من الكتابات التاريخية والجغرافية في القرن 14 للميلاد، والتعريف بالأسر العلمية التي نبغت من المدينة في العصر الوسيط، والقيام بخرجات مؤطّرة بالتنسيق مع مختلف المصالح إلى الموقع الأثري الذي أصبح قبلة للمتعطشين بمعرفة تاريخ مدينتهم، إضافة إلى مراسلة الجهات المعنية بالأمر حول ما يتعرض له الموقع من إهمال وتخريب، والتي كلّلت بتوظيف حرّاس للموقع وتحريك القضية على أعلى مستوى، واستجابت الوزارة بعد النداءات المتكررة.