طباعة هذه الصفحة

الورشة الإقليمية لرابطة علماء الساحل

تعزيز التربية الدينية لمواجهة الأفكار المتطرفة

أكد المشاركون في افتتاح أشغال الورشة الإقليمية لرابطة علماء، أئمة ودعاة دول الساحل، أمس، على أهمية التربية الدينية في مدارس بلدان الساحل وتطوير مستويات وطرق تعليمها لتكون «سدا منيعا» ضد الأفكار الهدامة والمتطرفة التي تعتبر دخيلة على مجتمعات دول الساحل، معتبرين أن «إعادة النظر في المناهج التعليمية ستمكننا من تصحيح مسار الأجيال المقبلة».
أكد الأمين العام للرابطة يوسف بلمهدي، خلال افتتاحه أشغال هذه الورشة الإقليمية التي تتمحور على مدى يومين حول موضوع «مادة التربية الدينية في مدارس دول مسار نواكشط»، على «أهمية تدريس التربية الدينية في مدارس بلدان الساحل وتطوير مستويات وطرق تعليمها لتكون سدا منيعا ضد الأفكار الهدامة والمتطرفة التي تعتبر دخيلة على مجتمعات دول الساحل».
وأوضح أن «الفضاء التعليمي هو الذي يكون الشخصية السوية التي تقبل الآخر وتصنع شبابا متوازنا فكريا وأخلاقيا ولديه مناعة ذاتية ضد التطرف والإرهاب»، وأنه بدون هذه التربية المتخصصة تتزايد احتمالات التطرف والغلو في الدين، مؤكدا على أن «مجتمعات دول الساحل هي مجتمعات مسالمة بطبعها ويعتبر التطرف والغلو في الدين دخيلا عليها».
من جانبه، شدد رئيس الرابطة النيجيري، أحمد مرتضى، على «الأهمية القصوى» لدور المدارس الدينية في هذه المرحلة التي تمر بها الأمة الإسلامية «والتي تتميز بسوء التفسير للنصوص الشرعية من طرف بعض الأفراد والجماعات المتطرفة»، موضحا أن «إعادة النظر في المناهج التعليمية تتيح لنا فرصة نقدها وتدارك الأخطاء وتصحيح مسار الأجيال المقبلة».
وتعتقد الرابطة - يضيف السيد مرتضى - أن «الأمة بحاجة ماسة إلى تطوير المناهج التربوية من خلال تفعيل دور الإمام وعالم الدين من أجل وضع الأطر الكفيلة بالتعامل مع الغير والحوار الحضاري معه دون تطرف أو تكفير».
بدورها، نوهت منسقة وحدة التنسيق والاتصال لدول الساحل، زينب كوتوكو، بمستوى التنسيق بين الوحدة والرابطة وبجهود المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الارهاب، في «هذا الظرف الاقليمي الخاص الذي يشهد تناميا غير مسبوق للإيديولوجيات المتطرفة وانعكاساتها السلبية على المستويات الأمنية والثقافية»، داعية إلى تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية في دول المنطقة بهدف الوقاية من الخطاب المتطرف.
أما مدير المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الارهاب، لاري غبيفلو لارتاي، فقد تحدث عن «وجوب تعزيز دور الأئمة وعلماء الدين كفاعلين ميدانيين في الحقل الديني الذي له علاقة مباشرة ووطيدة بالوقاية من التطرف والارهاب»، مشيرا إلى ضرورة «مرافقة الشباب في محيطهم الطبيعي وتعزيز قدراتهم الاصيلة واحترام خصوصياتهم الاجتماعية والثقافية لحمايتهم من التطرف».
في ذات السياق، ثمن المتدخلون الجهود التي تبذلها الجزائر من خلال مختلف الآليات والهيئات التي لها خبرة في مجال الوقاية من العنف والإرهاب، وهي الخبرة المستمدة من برنامج المصالحة الوطنية التي نجح في الحد من العنف والإرهاب.
وانطلقت، أمس، أشغال الورشة الإقليمية لرابطة علماء، أئمة ودعاة دول الساحل حول موضوع «مادة التربية الدينية في مدارس دول مسار نواكشط» لتكون على مدى يومين «فضاء لتبادل الخبرات والممارسات الحسنة» بهذا الشأن.
ويشارك في هذه الورشة الإقليمية، التي ستتواصل على مدى يومين، لتكون «فضاء لتبادل الخبرات والممارسات الحسنة»، عدد من الأئمة والدعاة وعلماء الدين من الدول الأعضاء في الرابطة وهي الجزائر، موريتانيا، مالي، نيجيريا، النيجر، بوركينا فاسو وتشاد، بالإضافة إلى ثلاث دول ملاحظة في إطار مسار نواكشط وهي كوت ديفوار، السنغال وجمهورية غينيا.