مخاوف من حرب أهلية مدمرة
انتهت أزمة فض التحالف بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد صالح، بمقتل الأخير وعدد من مقربيه، أمس، بصنعاء، لينزلق اليمن بذلك نحو مزيد العنف والدمار، وسط نداءات أممية بحماية المدنيين.
عرفت معركة صنعاء بين الفصائل المتناحرة، تطورات سريعة، فبعد 5 أيام من المواجهات الدامية بين الحوثيين وحلفائهم ضد قوات حزب المؤتمر الشعبي، أعلنت وسائل إعلام يمنية مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال حزب الرئيس السابق، على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، نعلن «استشهاد الزعيم البطل الجمهوري الحر علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام».
ونقلت وسائل إعلامية عن مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام أن الرئيس صالح قُتل في المعارك ضد الحوثيين في صنعاء.
وعن تفاصيل العملية، أكد اللواء يحيى المهدي، مسؤول بالمليشيات المتحالفة مع الحوثيين، إن صالح قتل في طريق سنحان باتجاه مأرب، أثناء عملية تهريبه منذ الساعات الأولى لصباح أمس.
وأوضح المتحدث أن المليشيات المسلحة كانت ترصد تحركات صالح منذ أمس الأول، وعمليات التنقل من مكان إلى آخر، كما رصدت خطة أنصاره لتهريبه وتم تتبع التحركات بدقة متناهية، وما أن وصل إلى سنحان، حاولت القوات إلقاء القبض عليه ولكن تم تبادل لإطلاق النار قتل على إثره صالح ومرافقوه، وتم أسر عدد منهم».
وقالت مصادر بحزب المؤتمر إن صالح قُتل برصاص قناصة في الرأس وليس في تفجير، وانتشرت بمواقع التواصل صور وفيديوهات تظهر مقتل صالح.
وأشارت مصادر أخرى مقتل ياسر العواضي الذي كان برفقته، وأنباء غير مؤكدة حول مقتل أو جرح القيادي في حزب المؤتمر عارف الزوكا.
وأضافت المصادر، أن صالح تمت ملاحقته من قبل 20 سيارة حربية، مؤكدة أنه قتل خلال تواجده مع قيادات من الحزب في بلدة سنحان قرب صنعاء، وأكدت أيضا إصابة خالد علي عبد الله صالح وأسره من قبل جماعة الحوثي.
تفجير منزله
وقبل إعلان خبر مقتله، فجرت مليشيات الحوثيين، منزل الرئيس اليمني السابق، وقال شهود عيان من سكان الحي حيث يقع منزل صالح، إنّ «الحوثيين فجروا المنزل، عقب معارك عنيفة مع قواته، منذ منتصف الليلة الماضية».
وأضافت المصادر نفسها أن المعارك أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات دون تحديد حصيلة كل جانب منها.
ووفق المصادر، فإن الحوثيين اقتحموا المنزل قبل ساعة من تفجيره، وأخلوه بشكل كامل من الأسلحة التي كانت موجودة فيه، قبل سماع دوي انفجار هائل في الحي، جراء تفجير المنزل.
واندلعت المواجهات بين المؤتمر الشعبي والحوثيين، عقب إعلان صالح تغيير سياسته تجاه دول الجوار والتعاطي معها بايجابية وحمل مليشيات الحوثيين مسؤولية الجرائم التي ترتكب في صنعاء ما شكل نهاية للتحالف القائم بين الجانبين منذ 2014.
التحالف يطلق عملية جديدة
في المقابل طالب التحالف العربي، لدعم الشرعية، أمس، المدنيين في صنعاء بالابتعاد عن مواقع الحوثيين لمسافة 500 متر.
وكان الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قد وجه، أمس، ببدء عملية عسكرية تحت اسم «صنعاء العروبة»، تتجه للعاصمة لطرد الميليشيات الحوثية، بينما أعلن رئيس الوزراء اليمني، أحمد بن دغر، أن الرئيس هادي سيصدر عفواً عاماً عن كل من يقطع تعاونه مع الحوثيين.
الأمم المتحدة تحذر
طالبت الأمم المتحدة كافة الأطراف المتصارعة في اليمن بالتوقف عن أي هجمات متعمدة على المدنيين وفرق الإغاثة والبنية التحتية الطبية، مشيرة إلى أن هذا سيعد انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي، وربما يشكل «جرائم حرب».
ودعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن لهدنة إنسانية في صنعاء، تبدأ من يوم اليوم في تمام الساعة 10 صباحا حتى 4 عصرا.