سجّلت مشاريع مختلف أجهزة الدعم التشغيل بسكيكدة، نجاحا كبيرا، مقتحمة تنافسية عالم السوق بكل جدارة واستحقاق، وقد بادرت المديرية بالولاية بتنظيم زيارة ميدانية لأصحاب المشاريع.
العينة كانت من المركز التجاري بحي الممرات 20 أوت 55، والمتمثلة في صاحب مشروع صناعة النظارات الطبية وتصحيح النظر، فقد تمكن بورغيدة رفيق من تحويل مؤسسته الى رمز للجودة على مستوى ولايات الشرق، من حيث الوسائل والعتاد المستعمل، إضافة الى الخدمات المقدمة، وقد تكللت جهوده بإبرام اتفاقية عمل مع مؤسسة عالمية متخصصة في النظارات الطبية، والعينة الثانية كانت لصاحب مشروع مخبر التحاليل الطبية بحي عمار شطايبي، الذي تمّ تمويله سنة 2016 ويطمح الى توسيع المخبر تقديم خدمات أخرى، من خلال اقتناء عتاد متطوّر يجلب من الخارج، كما كانت زيارة أخرى لمقري الوكالة المحلية للتشغيل بالقطب الإداري عيسى بوكرمة، وزيارة ميدانية أخرى لصاحبة مشروع الزراعات الكبرى للسيدة سعدي فطيمة، بمنطقة لخياضرة ببلدية جندل شرق سكيكدة، التي اختصّت في هذا المجال بفضل دعم الصندوق الوطني للتأمين على البطالة بسكيكدة، لتحقيق حلمها بإنشاء مستثمرة فلاحية، وأوضحت سعدي انها تطمح الى توسعتها لإضافة بساتين للأشجار المثمرة، إضافة الى التي تحققت على غرار 06 هكتارات من القمح، والعديد من الهكتارات لأشجار الزيتون، تربية الأغنام، ويبقى العائق الوحيد هو توفير المياه، لهذا تطلب دعما اخرا من اجل التنقيب وإنجاز بئر. اما المحطة الأخيرة فكانت لصاحب مشروع تربية الأبقار المنتج للحليب بنفس المنطقة، للمستثمر بوقدح رابح، الذي اصبح يموّن شركة دانون بالحليب، ويحاول انشاء اسطبلات جديدة لمضاعفة رؤوس الأبقار، ونفس الإشكال طرحه فيما يخصّ شحّ مصادر المياه، الذي لم يمكنه من زرع الاعلاف، حتى يخفض فاتورة هذه الأخيرة.
وشهدت القافلة المقاولاتية للشباب التي حطّت رحالها بمدينة سكيكدة إقبالا كبيرا من الجمهور، وتوافد الزائرون على هذه التظاهرة الإعلامية سيما منهم شريحة الشباب إلى جانب فعاليات المجتمع المدني الذين اطلعوا من خلال أجنحة «الأبواب المفتوحة» على مختلف الآليات التي وضعتها السلطات العمومية لترقية التشغيل، كما استمعوا إلى شروحات وافية حول الإجراءات المتعلقة بالمقاولاتية.
وعرضت القافلة التي أقيمت بدار الثقافة سراج محمد امتيازات مختلف أجهزة دعم التشغيل «الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر» ومكانيزمات الدعم والمرافقة بواسطة التمويل والتكوين للاستثمار المصغر في أنشطة الفلاحة والصناعة التقليدية والخدمات، كما كانت القافلة مناسبة لإبراز العديد من المقاولات الناجحة بالولاية والتي تنوعت في العديد من المجالات من بين تلك المشاريع، مشروع تمّ تحقيقه عن طريق «الانساج» في اختصاص المراقبة التقنية للبنايات، وكذا مشروع انجاز الرفوف والواجهات، بالإضافة الى العديد من المشاريع الأخرى. واكد رضا رمضاني، مدير الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، فرع سكيكدة، على هامش القافلة المقاولاتية للشباب التي احتضنت دار الثقافة محمد سراج، أن الوكالة «اوساج» تمكّنت من استرجاع 83 بالمائة من الديون على عاتق الشباب المستثمر، ووجود ما يقارب 60 حالة من أصحاب المشاريع التي تم عرضها على العدالة بخصوص تسديد اقساطها، ودلك مند انشاء هذا الجهاز، ومباشرة عمله بولاية سكيكدة.
كما كشف رمضاني أن الوكالة ستتوجه للنوعية من خلال ترقية المبادرة المقاولاتية في الوسط الجامعي، ومن ثمّة تشجيع الطلبة الجامعيين وتحفيزهم من أجل إنجاز مؤسسات مصغرة مباشرة بعد تخرجهم من الجامعة، وأضاف انه «سبق أن أبرمت جامعة سكيكدة اتفاقية شراكة مع «اونساج» سكيكدة، تنفيذا لاتفاقية الشراكة المبرمة بين وزارتي العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، والتعليم العالي والبحث العلمي، بهدف ترقية المبادرة المقاولاتية في الوسط الجامعي، وتحفيز الروح المقاولاتية لدى الباحثين والطلبة من خلال برامج نشاطات تهدف إلى نشر وزرع الثقافة المقاولاتية، وإنشاء بنك للأفكار ترتكز على مذكرات التخرج، مع نتائج الأعمال المنجزة من طرف مخابر البحث الجامعية، التي يمكن أن تكون موضوعا لمشاريع استثمارية».
كما كشف رمضاني عن إنشاء مؤسسة خاصة للتكفل بالمسنين الميسورين، وهي أول مؤسسة نموذجية يتمّ إنشاؤها من ضمن 06 ولايات نموذجية، في إطار الاتفاقية الموقعة بين وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، والتي تخصّ إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة تنشط في مجال التكفل الاجتماعي بالأشخاص المسنين، حيث ستتكفل هذه المؤسسة بخدمة المسنين ميسوري الحال، عن طريق المرافقين الاجتماعيين الذين سيتولون مساعدة المسن في بيته، والقيام بمتطلباته التي يعجز عنها، مثل تناول الأدوية والطبخ وغيرها.
فيما يخص نشاط فرع سكيكدة التابع للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، وحسب مديرها، فإنه منذ دخولها حيز التنفيذ سنة 1998 وإلى غاية نهاية شهر أكتوبر 2017، قامت بتمويل 6731 مؤسسة مصغرة سمحت بتوفير ما يربو عن 10617 منصب شغل. ويعد قطاع النقل والخدمات من القطاعات التي تحتل الرتبة الأولى من حيث التمويل بـ3814 مؤسسة صغيرة، أي بنسبة تقدر بـ 56.66 بالمائة، يليها قطاع الفلاحة والصيد البحري بـ 1187 مؤسسة صغيرة، أي بنسبة 17.63 بالمائة. في حين يحتل قطاع الحرف الرتبة الثالثة بـ612 مؤسسة صغيرة ممولة، أي بنسبة 09.09 بالمائة. أما قطاع الصناعة والصيانة والطاقة فيأتي في المرتبة الرابعة من حيث المؤسسات الشبانية الممولة بـ 600 مؤسسة صغيرة، أي بنسبة 8.91 بالمائة، فيما يحتل قطاع الأشغال العمومية والري الرتبة الأخيرة بـ 348 مؤسسة صغيرة ممولة، أي بنسبة تقدر بـ 5.17 بالمائة.