تبقى العاصمة بعيدة كل البعد عن الخطابات السياسية التي تتحدث عن الجزائر كعاصمة متوسطية، حيث كشفت الأمطار الأخيرة المتساقطة عن الكثير من العيوب التي تؤكد أن عملا كبيرا ينتظر»البيضاء» للوصول إلى مصاف العواصم الإفريقية على الأقل.
ان التصنيفات العالمية التي وضعت عاصمتنا في مؤخرة عواصم العالم، لم تكن ظالمة بقدر ما هي تقارير يجب أخذها من الزاوية الايجابية لتدارك النقائص وتصحيح ما يمكن تصحيحه، لتمكين سكان العاصمة وزوارها من أحسن الخدمات والمرافق التي يمكن أن تكون قيمة مضافة «للبهجة» كما يحلو للكثيرين منادتها.
ان المتجول في ساحة «أودان» وهي قلب العاصمة، يلاحظ انتشار الأوحال حتى يخيل للفرد أنه في البادية او في احدى المناطق الريفية. كما يعرف الرصيف اغتصابا بالجملة، حيث تجد البلاط متناثرا بفعل الحفر العشوائي وعند سقوط الأمطار يصبح الرصيف كمينا قد يوقع بك في أية لحظة وهذا ليس بعيدا لا على المجلس الشعبي الوطني أو مصالح الولاية وبلدية الجزائر الوسطى، ويتساءل الجميع كيف لعاصمة بعد أكثر من 50 سنة استقلال لم تتمكن من وضع رصيف يليق بمقام العاصمة السياسية والاقتصادية للجزائر.
والمتجول في مختلف بلديات العاصمة هذين اليومين يلاحظ مظهرا بائسا، حيث ينتشر عمال المؤسسة آسروت بوسائل بدائية لتسريح البالوعات المليئة بالأوحال والنفايات الصلبة وهو المظهر الذي يتكرر كل شتاء، حيث عجزنا عن تحضير مختلف المواسم وجعلها مواسم سعادة أكثر من مواسم قلق وخوف.
وتعرف مختلف الأحياء المحاذية لمسجد الجزائر الأعظم، تدهورا كبيرا لحالة الطرق ومنها ما بات يشكل خطرا على حياة المواطنين خاصة في الفترة الليلية أين تنعدم الإنارة، وهو حال الكثير من الأحياء والمدن التي تعرف تراجعا كبيرا في التهيئة.
وحتى عمليات إعادة ترميم البنايات القديمة بقلب العاصمة تعرف تأخرا كبيرا ويظهر أن اليد العاملة غير مؤهلة أيضا، فعمارة تقع بشارع باستور منذ أكثر من سنة مازالت الأشغال تسير بوتيرة بطيئة والأعمدة الحديدية تعيق حركة سير المواطنين والراجلين.
ويبقى ركن سيارة في العاصمة من المستحيلات السبعة، في ظل تزايد أعدادها وبقاء معظم الادارات والهيئات في قلبها، في مشهد يؤكد حديث الكثيرين الذين يقولون إن الجزائر هي العاصمة وفقط.