سكان المنطقة الغربية بسكيكدة يطالبون برفع التجميد عن مشاريع الربط بالغاز الطبيعي
عرفت ولايتا سكيكدة وجيجل، حالة طوارئ بتساقط الثلوج التي تسببت في قطع الطرق وعزل القرى والمشاتي ودفعت الوضعية المناخية بمختلف المصالح إلى التجنيد من أجل فك العزلة عن سكان المناطق النائية، وإعادة حركة المرور إلى وضعها الطبيعي وتزويد المواطنين بقارورات الغاز التي طمأنت مصالح نفطال بتوفيرها واتخاذ تدابير عاجلة في مثل هذه الظروف.
حالة استنفار عاشتها السلطات المحلية عبر عديد البلديات بالجهة الغربية من سكيكدة على الخصوص، من خلال عمليات التدخل التي تمت نتيجة التساقط الهائل للثلوج، ليجد سكان قرى ومداشر المصيف القلي أنفسهم مجبرين على استهلاك ما توفر لديهم من الغاز، بالإضافة إلى تسجيل استغلال أصحاب الشاحنات الخاصة بتوفير قارورات الغاز من أجل الربح السريع على حساب المواطنين.
فالثلوج المتساقطة منذ يومين ببلديات الجهة الغربية من سكيكدة شلت حركة المرور عبر طرقات ولائية وبلدية، خاصة على مستوى الطريق الولائي رقم 132 الرابط بين القل والميلية بولاية جيجل، والرابط بين 08 بلديات، وذلك بمنطقة الطرس مفترق الطرق مع الطريق الولائي رقم 7 الرابط بين بلدتي عين قشرة والشرايع المار ببلديات قنواع، الزيتونة، أولاد أعطية، ووادي الزهور، وحسب مصالح الحماية المدنية فإن حركة المرور مقطوعة بين منطقة الطرس، ومقر بلدية قنواع على مسافة 7 كلم، ونفس الشيء بالنسبة لقرية سيوان بأعالي جبال أولاد أعطية نحو منطقة الطريق على مسافة 11 كلم، وكذلك بين قرية حجر مفروش، وبلدية عين قشرة نحو 10 كلم، فيما عزلت الثلوج عشرات العائلات بقرى ومداشر بلديات المصيف القلي، كما عرفت بنفس المنطقة انحراف لحافلة نقل المسافرين قادمة من سيوان، وكذا تضرر سيارة من نوع تويوتا هليكس، الأمر الذي اضطر أفراد الجيش الشعبي الوطني التدخل ومساعدة المواطنين، والعمل على تسهيل حركة المرور بمنطقة الطرس.
كما أعلنت السلطات المحلية بدائرتي أولاد أعطية والزيتونة حالة استنفار قصوى من مخاطر تواصل تساقط الثلوج في هذه المناطق، وخوفا من أن تغلق الثلوج الطريق الولائي رقم 132 أمام الحركة على اعتباره المنفذ الوحيد لسكان المصيف القلي البالغ عددهم أكثر من 100 ألف نسمة.
وبمرتفعات بلدية أولاد احبابه بالجهة الجنوبية للولاية سجل تساقط للثلوج بالمناطق المرتفعة، ولحسن الحظ لم تتسبب في أي ضرر للسكان أو قطع للطرقات، وسجلت ذات المصالح حادث مرور على طريق الرابط بين بلديتي صالح بوالشعور ورمضان جمال، تمثل في اصطدام بين سيارتين سياحيتين نتيجة تبلل الطريق، مما أدى إلى إصابة 5 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة.
مطالب برفع التجميد عن مشاريع الربط بالغاز الطبيعي
الأحوال الجوية القاسية، وصعوبة تضاريس المنطقة الغربية من سكيكدة دفع السكان، بأغلب بلديات المصيف القلي، بالمطالبة برفع التجميد عن مشاريع الربط بالغاز الطبيعي، خصوصا وان المنطقة تعرف ظروفا صعبة عند كل فصل شتاء، ليتحول هذا الاخير كابوسا حقيقا يستحيل التأقلم مع هذا الأحوال لانخفاض درجات الحرارة جراء تهاطل الثلوج، وصعوبة الحصول على قارورات غاز البوتان، ناهيك عن التكاليف الباهظة لرفع أسعارها عند كل فصل شتاء من قبل التجار، هذا ان وجدت، مما يحتم على العائلات التي تقطن بالقرى وفي أعماق الريف، الاحتطاب للتدفئة وطهي الطعام، لغياب قارورات الغاز، وبالتالي مواجهات متكررة مع افراد محافظة الغابات، وما ينجر عنها من متابعات قضائية، حيث المنطقة تعاني مند سنوات طويلة من اضطرابات ونقص فادح في التزود بغاز البوتان ومحرومة نهائيا من خدمات الغاز الطبيعي.
كما ان تساقط الثلوج الكثيف وغلق العديد من الطرق الفرعية التي تربط بين مختلف القرى، جعل وضعية العائلات جد صعب، والحصول على قارورة غاز تحول إلى عمل منهك، وجد مكلف، وذلك لانقطاع حركة المرور، وصعوبة الالتحاق بمراكز التعبئة بمختلف مناطق الولاية، وهي الوضعية التي تتكرر عند كل موسم شتاء، وبالأخص عند تساقط الثلوج.
شلل بالجهة الغربية لجيجل
ونفس الأمر عاشته بلديات بالجهة الغربية من ولاية جيجل، فقد تسببت الثلوج المتساقطة في عزل سكان بعض البلديات إيراقن، سلمى بن زيادة، وتاكسنة، بعد أن تعذر على السكان مغادرة منازلهم، التي حاصرتها الثلوج، ما أدى إلى غلق الطريق الولائي رقم137 في بعض أجزائه، الأمر الذي تطلب تدخل مصالح البلدية المتضررة لإزالة الثلوج على مستوى الجهتين المؤديتين إلى إيراقن وتاكسنة، فقد سارعت السلطات المحلية بجيجل، إلى تسخير مختلف الآليات التي بحوزتها، من كاسحات الثلوج واليات الأشغال العمومية، لفتح الطرق المغلقة، وتسهيل حركة المرور أمام سكان تلك المناطق، كما دعت الجهات الأمنية كافة المواطنين إلى تفادي استعمال الطرق الموجودة بمرتفعات الجبال.
حيث شهدت المرتفعات التي يزيد علوها عن 800 متر، تساقطا للثلوج، متسببة في قطع 03 طرق وطنية، و6 طرق ولائية، وطريق بلدي، بالإضافة إلى طريقين غير مصنفين، ما تسبب في شلل حركة المرور لساعات من الزمن، خصوصا في الفترة الصباحية، وأوضحت مصالح الدرك الوطني في هذا الإطار، عن غلق الطرق، بفعل التساقط الكثيف للثلوج، ويتعلق الأمر بالطريق الوطني رقم 77 الرابط بين تاكسنة وجيملة، وأجزاء من الطريق رقم 77 أ، الرابط بين جيملة وميلة، الطريق الوطني رقم 105، بين جيملة وميلة على مسافة 7 كلم، وقد تسببت الانقطاعات في شلل حركة المرور للشاحنات ووسائل النقل المتجهة، بين جيجل وميلة بالناحية الجنوبية.
كما ان الثلوج المتساقطة شلت حركة المرور بأغلب الطرق الداخلية الرابطة بين مختلف القرى والمداشر للبلديات المتضررة، على غرار الطريق الولائي رقم 137 الرابط بين بلديتي سلمى بن زيادة وتاكسنة، وكذا الطريق الولائي رقم 3 ببلدية بن ياجيس، وجزء من نفس الطريق الولائي على مسافة 4 كلم بمفترق الطرق بجيملة، كما شهدت الطرق الولائية بالجهة الشرقية الجنوبية من الولاية، عزل بلدية بوسيف أولاد عسكر، عبر الطريق الولائي الرابط بين بلديتي بوراوي بلهادف وأولاد عسكر، والطريق الولائي 135 أ بالشقفة والرابط بين برج الطهر وبلدية أولاد عسكر، وعرف الطريق الولائي الرابط بين أعالي بلدية إيراقن سويسي وبابور، انعداما للحركة.
أمن جيجل ينظم خرجات تضامنية لفائدة الأشخاص بدون مأوى
تبعا للإجراءات والتدابير المتخذة من قبل مصالح أمن ولاية جيجل تزامنا والتقلبات الجوية المصحوبة بالتساقط الكثيف للأمطار والثلوج وقصد مرافقة المواطنين، وتقديم المساعدات اللازمة لهم في ظل هذه الظروف المناخية الاستثنائية قام ليلة أمس، أمن ولاية جيجل بخرجة تضامنية لفائدة الأشخاص بدون مأوى من طرف مجموعة من إطارات من خلية الاتصال والعلاقات العامة، المصلحتين الولائيتين للأمن العمومي والصحة النشاط الاجتماعي والرياضات، أين قامت القافلة بعدة دوريات عبر شوارع المدينة بحثا عن الأشخاص بدون مأوى ليتم التكفل بثلاثة حالات من خلال تقديم لهم وجبات ساخنة وتحسيسهم بضرورة نقلهم إلى المراكز المخصصة لهم من قبل الدولة، بالموازاة مع ذلك وعلى مستوى نقطة المراقبة المتواجدة بالمدخل الشرقي للمدينة تم تنظيم حملة تحسيسية لفائدة السائقين ومستخدمي الطرقات شملت تقديم نصائح وتوجيهات لهم بضرورة التقليل من السرعة ترك مسافة الأمان احترام إشارات المرور قصد الحد من حوادث المرور التي تكثر في مثل هذه الأجواء المناخية المتقلبة، برنامج الخرجات الليلية يبقى متواصل بجميع محاوره وذلك خدمة للمواطنين وتقديم لهم المساعدات اللازمة وكذا توفير الحماية لهم في أرواحهم وممتلكاتهم سيما خلال هذه الفترة وما يميزها من تغيرات مناخية.