خلص اللقاء الإعلامي التحسيسي حول اقتصاد الماء في السقي بوادي ريغ والذي جمع بين الفلاحين والمهنيين في قطاع الفلاحة والري إلى إمكانية اللجوء إلى السقي الفلاحي غير التقليدي باستعمال المياه المستعملة والمطهرة بدرجات مختلفة في الزراعة عند تطبيق إدارة سليمة للتربة ومياه الري واختيار المحصول المناسب بما يتناسب مع نوعية المياه المستعملة في الري وخصائص التربة الفيزيائية والكيميائية، وذلك باختيار طرق الري المناسبة وإضافة الأسمدة الضرورية، وذلك في الوقت المناسب وبالكمية المناسبة.
هدف اللقاء الإعلامي الذي احتضن فعالياته المعهد الوطني للبحث الزراعي بسيدي مهدي، بالمقاطعة الإدارية تقرت، إلى تحسيس الفلاحين بالاستعمال العقلاني للموارد المائية وإمكانية اللجوء إلى استغلال الموارد المائية غير التقليدية في مجال السقي، خاصة إعادة استغلال المياه المستعملة والمطهرة.
من بين المحاور التي تم التطرق إليها خلال هذا اليوم، الفلاحة في المحيطات المسقية الكبرى (محيط السقي - وادي ريغ نموذجا)، تقنيات السقي الحديثة من أجل اقتصاد الماء، التسيير المشترك للموارد المائية.
وقد تقدم المتدخلون في هذا اليوم الذي نظم مؤخرا من طرف الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية من خلال ممثلها وكالة الحوض الهيدروغرافي الصحراء، بالتنسيق مع مختلف الهيئات من قطاع الفلاحة والموارد المائية، بتوصيات عدة لاستعمال هذه المياه أهمها، زيادة محطات التصفية في منطقة وادي ريغ، بالإضافة إلى بعض الإرشادات للفلاحين والتي تتوضح في حالة عدم كفاية ماء البئر من المستحسن الخلط بين المصدرين للتقليل من نسبة الملوحة، إضافة محسنات التربة وعلى رأسها المادة العضوية من مختلف مصادرها حيوانية أو نباتية، انجاز الخنادق البينية بين كل سطرين من النخيل حتى تتم عملية صرف المياه الزائدة بشكل صحيح، تغيير الطبقة السطحية للتربة بين 20 و50 سم كل 3 سنوات تقريبا لتفادي ترسب الأملاح، إضافة الرمل بشكل دوري لتحسين الخصائص الفيزيائية للتربة، متابعة رصد وتطور خصوبة التربة وملوحتها للمحافظة عليها من التدهور بفعل الملوحة، تجنب السقي عند ارتفاع درجة الحرارة لتجنب تركز الملوحة في منطقة الجذور.
وذكرت الباحثة حليمة خالد من المعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية بجامعة أنه على الرغم من أن المياه غير التقليدية تعد موردا هاما يمكن استغلالها لري بعض أنواع المحاصيل والنباتات إلا أن استعمالها مازال محدودا كما وضحت من خلال استبيان ودراسة قامت بها مزرعة البرهنة وإنتاج البذور الأغفيان التابعة لمشروعي المنظمة العالمية للزراعة والتغذية والمنظمة العربية لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة حول تثمين هذه المياه في السقي في المنطقة أن هناك المئات من الفلاحين يستعملون هذه المياه إما لغياب مصدر للسقي أو لعدم كفاية المياه المتوفرة ويتم الاستفادة من هذه المياه عن طريق الاستعمال المباشر من الخندق أو عن طريق خلط المياه في حوض حتى تتحسن نوعيته وتتميز هذه المياه أنها مجانية ومتوفرة دوما تقدر ملوحتها من 6 إلى 14 غرام في لتر مما يحصر مجال استعمالها في سقي زراعات معينة متحملة للملوحة ومن هنا جاءت فكرة اقتصاد مياه البئر لاستعمالها في سقي المحاصيل غير متحملة للملح واستعمال مياه الصرف الزراعي لاستغلالها في سقي المحاصيل المتحملة للملح.
من جانبه أكد الأستاذ جمال ورقلي من مركز التكوين والإرشاد الفلاحي بتقرت أن توجيه الفلاحين لاقتصاد الماء واستخدام الطرق الحديثة في السقي الفلاحي أصبح ضروريا وذلك من خلال السقي الموضعي مشيرا إلى أن منطقة وادي ريغ ورغم أنها منطقة غنية بالمياه إلا أنه لابد اليوم من البحث عن أساليب جديدة للحفاظ على هذه الثروة وحمايتها من الضياع.