طباعة هذه الصفحة

البروفيسور زهير بوقارة في ملتقى طبي جراحي دولي بالمدية

الإصابة بداء السكوليوز يشكل 2.2% من المرضى بالجزائر

المدية: ع.علياني

أكد البروفيسور زهير بوقارة طبيب مختص بالمستشفى الجامعي بالبليدة، أمس، خلال أشغال اليوم الطبي والجراحي الدولي المنظم من طرف جمعية الشفاء لمرضى العمود الفقري وإعادة التأهيل الحركي بالمدية، في محاضرته بعنوان «موقع وأهمية التأهيل الوظيفي والطب الفيزيائي في التكفل بمرض السكوليوز»، أن الطب الفيزيائي يتدخل قبل وبعد أي علاج لهذا الداء، كونه طبا وعلاجا محوريا ويساعد على تصحيح كل التصلبات المفصلية لدى المريض، كما أنه يعيد له قوامه وقدرته الوظيفية عن طريق وسائل علاجية فيزيائية بقصد تصحيح الإعاقة الحركية لدى المريض.
أوضح البروفيسور بوقارة، أن داء السكوليوز يمس فئتي الأطفال والكبار لوجود عدة أسباب مختلفة، منها فئة تولد بهذا المرض الخلقي وهناك فئة من الأطفال يكون لديها هذا المرض غير ظاهر، وكذا عند الكبار نتيجة فقر العظام لمادة الكالسيوم، كما أن هناك أسباب لها علاقة بهذا الداء عند المسنين، حيث تؤثر على نفسية المريض في مجال اعوجاج الهكيل العظمي، كما أنها تسبب لهذه الفئة عدة مشاكل صحية ووظيفية على مستوى الجهاز البولي والتحرك، علاوة على وجود أسباب أخرى مثل الشلل ومرض التصلب الدماغيين لدى الطفل، معتبرا في تصريح حصري لـ « الشعب» أن أفضل علاج لهذه الفئات هو العلاج الفيزيائي قبل الطب الجراحي، مؤكدا أن هذا المرض يمس بالجزائر نحو 2.2 بالمائة من عدد المرضى، مشيرا أيضا في هذا الصدد أن هناك مجهودات ميدانية مبذولة من طرف الأطباء الجزائريين للتكفل بالمرضى المصابين بهذا الداء وتتطلب دعما أكبر من طرف السلطات العليا في البلاد.
من جهته، قال إبراهيم بن زكور المفتش العام بولاية المدية، إن هذه الجمعية لم تبخل قط في بذل المجهودات للتكفل بأمراض العمود الفقري وخاصة مرض السكوليوز « الجنف» من خلال ضمان تأهيل حركي لفائدة المرضى.
وكشف البرفيسور محمد نور ارمش، مختص في أمراض العظام بجامعة مالتب باسطنبول، بأن هذا الداء مازال يصعب التكفل به وغالبا ما يحتاج إلى العملية الجراحية، ويحتاج إلى الحزام، مشيرا إلى أنه أراد من خلال مشاركته في هذا الملتقى الطبي نشر التوعية بالنسبة للمصابين بهذا المرض أو الأطباء، مبرزا أهمية الكشف المبكر له حتى يكون العلاج ناجحا، فضلا على أنه في حالة عدم الوصول إلى نتائج ايجابية بعد إخضاع المريض للطب الفيزيائي والحزام، فهنا نكون أمام حتمية إجراء العملية الجراحية كآخر حل، منبها بأن هذا الداء الذي يصنف من بين أمراض العمود الفقري، قد يتسبب في عدة أمراض تصيب الأجهزة كالرئة، كما أنه ولإجراء مثل هذه الأنواع من العمليات يجب أن تكون المشافي مهيأة وتتوفر على عتاد تقني متطور على مستوى غرفة الجراحة، فضلا على أنه وبعد إجرائها يجب أن تكون غرفة الإنعاش بها عتاد متطور جدا أيضا، من منطلق أن هذا النوع من العمليات في العالم جد مكلفة، ولكون أن التأمين في تركيا هو من يدفع أقل نسبة من الحقوق، بينما يتكفل المريض بباقي التكاليف العلاجية، كما أنه بالنسبة للجزائر ودول المغرب العربي، فإن المرضى هم من يدفعون كل الحقوق بدولته، مستطردا حديثه بأن هناك 20 بالمائة من المرض من هو مكتسب و80 بالمائة غير معروف الأسباب، آملا بأن تتوصل الجزائر إلى اتفاق يسمح لمرضاها بالعلاج لدى تركيا دون المرور بفرنسا، آملا في الوقت ذاته بأن يكون التبادل بين نظرائه في الجزائر وبدولته مثمرا في مجال تمرير الخبرات حتى يتمكن الأطباء الجزائريون من إجراء مثل هذا النوع من العمليات الجراحية بعد 05 سنوات، كون أن تكلفة العملية بتركيا تقدر ما بين 10 إلى 20 ألف أورو للمريض.