عبرت موسكو عن استعدادها الدائم لرفع مستويات التعاون في المجال العسكري مع الجزائر، من خلال الاستجابة لطلبيات الجزائر وتزويدها بما تستحق وفقا لاتفاقيات التعاون بين البلدين. كما اعترفت روسيا بالمستوى الكبير الذي بلغته القدرات الجزائرية في مجال سلاح الجو، بفضل خبرة وحنكة جيشها الذي يملك الكفاءات اللازمة لإنجاح كل برامج ومشاريع التطوير والعصرنة والاحترافية.
ثمّن اللواء عبد القادر لوناس قائد القوات الجوية الجزائرية، الدعم الروسي للجزائر في المجال العسكري، مؤكدا في الاحتفالية التي احتضنها متحف الجيش بالعاصمة، أمس الأول، أن العلاقات العسكرية الجزائرية السوفياتية تمتد لمرحلة ما قبل الاستقلال، حيث وافقت على تكوين طيارين جزائريين في 1957 في إطار تطوير قدرات جيش التحرير الوطني الذي كان يخطط للاستعانة بسلاح الجو ببناء قاعدة سرية على الحدود.
أكد نفس المصدر، أمام ضباط سلاح الجو ومتقاعدين وقدماء المحاربين والسفير الروسي بالجزائر وممثلين عن السفارة وبعثة عسكرية روسية، أن الاتحاد السوفياتي سابقا وروسيا حاليا، لم تتوان في تعزيز قدرات الدفاع الوطني والقوات الجوية الجزائرية بالطائرات والمعدات والتقنيات والتجهيزات اللازمة مع الاستجابة لبرامج تكوين الإطارات والكفاءات الجزائرية.
وأشاد السفير الروسي في الجزائر إيغور بيليايف، بمستوى التعاون العسكري الجزائري - الروسي، محييا قدماء المحاربين من سلاح الجو الذين بفضلهم تم نقل الخبرات والتجارب للطيارين والمهندسين والتقنيين للأجيال التي خلفت عناصر جيش التحرير الوطني.
عاد السفير الروسي إلى عمق العلاقات الجزائرية- السوفياتية والروسية حاليا، من خلال التطرق لإرسال موسكو لعناصر من سلاح الهندسة لإزالة الألغام في الجزائر. كما قامت روسيا بإرسال إطاراتها وكفاءاتها لبناء مدارس خاصة بسلاح الجو في الجزائر، بدءاً من بناء قاعدة طافراوي بوهران.
كان الاتحاد السوفياتي قد وافق على تدريب الطيارين الجزائريين، كما قامت موسكو بمساعدة الجزائر في بناء أكثر من 80 مصنعا وهياكل قاعدية متعددة. ويتفاءل السفير الروسي الجديد في الجزائر بمستقبل العلاقات الجزائرية - الروسية، خاصة بعد توقيع اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية في 2001 التي تشمل ترقية التعاون في مختلف المجالات والتي تم تجسيدها من خلال مختلف الزيارات الرسمية عالية المستوى ومنها آخر زيارة للوزير الأول ديمتري مدفيديف للجزائر التي اختتمت بتوقيع عدة اتفاقيات.
بالمقابل، توقف بازرال ألكسندر رئيس البعثة الروسية في الجزائر، عند أهم الكفاءات الأولى التي مرت عبر المدارس الروسية لسلاح الجو، موضحا أن سماء كازاخستان مازالت شاهدة على تألق سعيد آيت مسعودان الذي كان من بين الأوائل الذين تكونوا في سلاح الجو الروسي قبل الالتحاق بالجزائر، مشيدا بعزيمة وإرادة الكفاءات الجزائرية في التفوق والتأقلم، عارضا مختلف المدارس الروسية الناشطة في مجال تدريب مختلف عناصر الجو لأكثر من 54 دولة وفي أكثر من 104 اختصاص.
الجيش الجزائري مجهز بأحدث التقنيات لمواجهة كل التحديات
اعتبر نفس المصدر في مداخلته، أن الجيش الجزائري مجهز ومطور بأحدث التقنيات لمواجهة كل التحديات.
وعرفت الاحتفالية عرض فيلم وثائقي يبرز تطور سلاح الجو الجزائري عبر مختلف المراحل وكذا مجهودات القيادة العليا في بلوغ الاحترافية ومواكبة كبرى الجيوش العصرية.
تم تكريم السفير الروسي وأعضاء السفارة، بالإضافة إلى العديد من متقاعدي سلاح الطيران الجزائري وقائد القوات الجوية ومدير المتحف الوطني للجيش. وقام الوفد بعدها يزيارة لمتحف الجيش، حيث عبر الوفد الروسي عن إعجابه بتاريخ ونضال الجزائريين.