رحبت الحكومة السورية بمؤتمر الحوار الوطني السوري، المزمع عقده في مدينة سوتشي الروسية، الشهر القادم، لمناقشة مواد الدستور الحالي وإجراء الانتخابات التشريعية بعدها.
نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أمس الأحد، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الروسية قوله: «بعد الانتصارات المتلاحقة التي حققها الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحلفاء، والتي دفعت العمل على المسار السياسي وهيأت الأرضية المناسبة للحوار السوري ـ السوري، ترحب حكومة الجمهورية العربية السورية بمؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد في سوتشي بمشاركة واسعة من شرائح المجتمع السوري».
وبحسب المصدر، «تعلن الحكومة موافقتها حضور هذا المؤتمر، وبما سيتمخض عنه من لجنة لمناقشة مواد الدستور الحالي، وإجراء الانتخابات التشريعية بعدها، بمشاركة الأمم المتحدة اعتمادا على ميثاقها المبني على احترام سيادة الدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها».
هذا وتستأنف غدا الثلاثاء في جنيف المفاوضات حول النزاع السوري، وتأمل الأمم المتحدة أن يشكل وجود وفد موحد للمعارضة السورية للمرة الأولى، فرصة لانجاح هذه المفاوضات التي سبق أن أخفقت في التوصل إلى تسوية.
وأعرب موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستور عن أمله أن تشكل الجولة الثامنة التي تبدأ غدا أول «مفاوضات حقيقية».
وسيتعين على طرفي النزاع تجاوز العقبة التي أدت إلى خروج محادثات سابقة عن مسارها وهي مصير الرئيس بشار الأسد.
وقال دي ميستورا، وهو دبلوماسي حذر بطبعه، للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطراف واسعة من المعارضة السورية إن مطلبها برحيل الأسد قد لا يكون أمرا ممكنا.
وأشار في سبتمبر إلى أن على الهيئة العليا للمفاوضات أن تكون «واقعية» وتدرك بأنها «لم تربح الحرب»، في تصريحات أثارت حفيظة المعارضة.
لكن الحقائق على الأرض تدعم موقف الموفد الأممي إذ استعادت حكومة الأسد المدعومة عسكريا من روسيا أكثر من نصف البلاد فيما تقع باقي المناطق تحت سيطرة إما فصائل المعارضة أو إرهابيين أو قوات كردية.
بوتين يواصل «ماراثون الدبلوماسية» لحلّ الأزمة
تأتي هذه التطوّرات بينما أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين سيواصل «ماراثون الدبلوماسية» لحل الأزمة السورية.
ونقلت مصادر إعلامية، أمس، أن مباحثات بوتين مع نظيره السوري بشار الأسد في سوتشي الأسبوع الماضي ساهمت بشكل كبير في نجاح القمة الثلاثية الروسية الإيرانية التركية التي عقدت لاحقًا.
ودعا بوتين إلى مواصلة الدعم لسوريا من خلال إعداد برنامج شامل طويل الأجل، مع الأخذ في الاعتبار «حجم الدمار الهائل» الذي تعرضت له البلاد.
وكانت روسيا قد اقترحت عقد مؤتمر للسوريين للتشاور حول ترتيبات ما بعد انتهاء الحرب في سوريا.