أكدت سلطات وهران أن العملية الانتخابية جرت في ظروف حسنة وأجواء هادئة، دون تسجيل تجاوزات ترقى إلى التجريم القانوني، ما عدا «بعض المناوشات المجانية» المسجلة في بعض مراكز التصويت، والتي وصل بعضها إلى حد تبادل الشتائم والعراك بالأيدي، مع تسجيل بعض المشاكل التنظيمية والإدارية المحضة كغياب أسماء بعض المسجلين في قوائم الانتخاب، ناهيك عن محاولة بعض الأطراف المجهولة التأثير على الناخبين والتشويش على اختياراتهم، إلا أن تدخّل عناصر الأمن حال دون ذلك.
من بين التجاوزات التي نقلتها «الشعب» يوم الإقتراع، الشجار العنيف بين مراقبة محسوبة على التجمع الوطني الديمقراطي ونائب برلماني عن حزب جبهة التحرير الوطني، كانت توجه مناضلي الأفلان ببلدية بطيوة للتصويت على رقم خمسة، بحسب ما علم لدى مصادرنا الأمنية والتي أكّدت أن المراقبة تقدمت بشكوى لدى مصالح الدرك بتهمة الضرب والجرح العمدي، بعدما تعرضت لجروح على مستوى العين وخدوش بالوجه، في الوقت الذي تعرّض فيه رئيس بلدية سيدي بن يبقى الجديد خبيزات يوسف عن حزب الأفلان مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الفرز إلى اعتداء إجرامي بقنابل المولوتوف وأصيب ابنه بكسر في الرجل.
كما كشفت، أمس، مصادر إعلامية من مديرية الحملة الإنتخابية لحزب العمال بوهران في تصريح لـ»الشعب» أن سيارة مجهولة الهوية قامت بدهس مراقبين من حزب العمال ليلا عقب غلق مكاتب التصويت، وتم نقل الضحيتين على جناح السرعة لمصلحة الإستعجالات الطبية والجراحية لمستشفى أول نوفمبر بإيسطو، فيما تتواصل التحريات للكشف عن ملابسات هذه القضايا وأخرى.
وأوضح مدير التنظيم والشؤون العامة محمودي أحمد أن عدد التجاوزات والإخطارات قد بلغ 6 إخطارات خلال الساعات الأولى من يوم الانتخاب، ويتعلق الأمر بتشويش أوراق الانتخاب وتغيير الترتيب وتأخر أعوان التأطير والمراقبة بمراكز الاقتراع، حيث تم توجيه هذه الإعذارات لكل من مركز التصويت بحاسي بونيف التابعة إداريا لدائرة بئر الجير وكذا دائرة وهران.
وحسب البيان الذي تسلمت جريدة «الشعب» نسخة منه، فقد بلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في محليات 2017 بإقليم الولاية 58،56% فيما قدّر عدد المشاركين بانتخابات أعضاء المجالس الشعبية البلدية لولاية وهران بـ 55،49% مقابل إحصاء 568629 ناخب وناخبة، وفيما يتعلق بانتخابات المجالس الشعبية البلدية فقد قدر عدد المصوتين بـ 600099، فيما بلغ عدد الهيئة الناخبة 1024743 من بينهم 533468 من فئة الذكور و 491275 من الإناث، وفقما أشير إليه.
وكالعادة حصد حزب جبهة التحرير الوطني بعاصمة الغرب وهران»الافلان» غالبية المقاعد بـ 46 مقعدا من أصل 53 مقعدا، حسب النتائج الأولية والمؤقتة، فيما تحصل منافسه التجمع الوطني الديموقراطي» الارندي» على 07 مقاعد فقط، ليتمكن الافلان من العودة بقوة والإستحواذ على معظم المقاعد بالمجلس الولائي والبلدي، بالمقابل كانت النتائج المعلن عنها مخيبة لآمال الأحزاب الأخرى، إذ لم يحظ أي حزب من الأحزاب السبعة عشر المشاركة في الإنتخابات المحلية بأي مقعد في المجلس الشعبي الولائي.
ومنيت بعض الأحزاب بهزيمة ثقيلة على غرار حزب العمال الذي خرج صفر اليدين من هذه الانتخابات رفقة حزب الحركة الشعبية الجزائرية، وطلائع الحريات، والجبهة الوطنية للحريات، وتحالف حمس، وحزب تجمع أمل الجزائر «تاج»، وجميع الأحزاب الخمسة عشر المتبقية لم تنل ولا حتى مقعدا واحدا، فيما تمكن فقط ثلاثة عشر حزبا من أصل سبعة عشر قائمة شاركت في هذه المحليات من الفوز بمقاعد قليلة في المجالس البلدية من ضمنها حزب الحركة الشعبية الجزائرية الذي فاز بأحد عشر مقعدا ببلدية السانيا لمتصدر القائمة المير السابق بوناقة نور الدين، وكذلك تحالف «تاج» ببلدية بئر الجير الذي حصد خمسة مقاعد وحمس بكل من وادي تليلات بثلاث مقاعد فقط.
من جهته، أدلى والي الولاية مولود شريفي بواجبه الإنتخابي بمتوسطة المحامي تيفني، حيث كشف أن مصالحه وفرت جميع الإمكانيات وكرّست الظروف لإحياء ما وصفه بالعرس الإنتخابي، مشيرا إلى تجنيد أزيد من 33 ألف مؤطر لتأطير مراكز ومكاتب البلديات،
كما لفت ذات المسؤول الولائي إلى أهمية تقرب المواطنين من مكاتب التصويت من أجل الإدلاء بأصواتهم، كونه حق مشروع لكل المواطنين للتعبير عن آرائهم واختيار ممثليهم من أجل رسم خيوط المستقبل، بعدما تم إحصاء 17 قائمة تخص المجالس الولائية و220 قائمة تتعلق بالمجالس الشعبية البلدية.
وقد شارك في عملية التصويت بالباهية كل من وزيرة التربية نورية بن غبريط، ووزير المجاهدين طيب زيتوني، ووزير الصحة والسكان السابق عبد المالك بوضياف كون أنّ محل إقامتهم بوهران، فيما شهدت عملية التصويت خلال الساعات الأولى من الصباح حالة تفاوت في نسبة المشاركة، حيث كانت متقدمة بالبلديات النائية وعلى مستوى البلديات التي أبلى فيها مسؤولوها بلاء حسنا وكانت عهدتهم حافلة بالمواقف المشرفة والإنجازات الهامّة.