طباعة هذه الصفحة

الإرهاب الأزرق...

أمين بلعمري
19 نوفمبر 2017

إن الحادثة المأسوية التي أودت بحياة مراهق من ولاية سطيف بعمر 11 سنة الذي وضع المسكين حدا لحياته شنقا تنفيذا لأوامر لعبة خبيثة تسمى «الحوت الأزرق» أو تحديات هذه الللعبة التي كان آخرها مطالبته بالانتحار ؟!.
حتى لا نخوض في تفاصيل أكثر حول هذه اللعبة التي أصبحت تستدرج الأطفال نحو قتل أنفسهم، يكفي أنها وبمجرد البداية يطلب من الضحايا وشم رسم على الجسم بآلة حادة ثم إرسال الصورة إلى مسيّر الموقع كعربون ولاء ومن ثمة تبدأ المأساة على مدار خمسين حلقة في إطار هذه اللعبة كلها رعب وترهيب وللتفرد بالضحية وضمان السيطرة الكاملة على تفكيره وتصرفاته وتحويله «روبوت» يطلب منه الانعزال والابتعاد عن المجتمع.
إن هذه اللعبة التي أودت بحياة العشرات من الأطفال والمراهقين عبر العالم لا تكمن خطورتها فقط في التأثير عليهم وتحويلهم إلى ما يشبه «آلة» تنفذ الأوامر دون تفكير - حتى عندما يتعلق الأمر بقتل أنفسهم - ولكن الطامة ستكون أكبر لو تم استعمال هذه اللعبة في تنفيذ أعمال إرهابية وأتصور أن ذلك لن يكون صعبا على من تم تهيئتهم لقبول فكرة الانتحار من طرف الشخص الذي يتحكم فيهم أو «الويب ماستر»؟!
السيناريو الأسوأ هو ماذا لو استعملت الجماعات الإرهابية هذه اللعبة لتجنيد المراهقين والأطفال وتحويلهم إلى آلات لتنفيذ عمليات إجرامية إرهابية بداية باستهداف أقاربهم وعائلاتهم ليصبح الذعر والرعب في كل مكان في البيت العائلي، المدرسة، الحي...  أو في مكان آخر، ما يعني أن هذه اللعبة الشيطانية الخبيثة أو أي لعبة أخرى تحت أي مسمى آخر يمكنها أن تنتج جيلا كاملا متشبعا بثقافة العنف والإرهاب ومتعطشا لسفك الدماء والقتل وحتى نسمي الأشياء بأسمائها نحن بصدد إرهاب أزرق وليس حوت أزرق.