وسط غياب تام للمقاولين وأرباب المؤسسات الاقتصادية والصناعية الناشطة على مستوى ولاية بومرداس وكذا السلطات الولائية والهيئات المعنية بملف الاستثمار المحلي، تم، أمس الأول، بدار الثقافة رشيد ميموني، تنصيب أو تسمية رئيسة المكتب الولائي للكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية قادير لويزة، بحضور صافية يحياوي زغار رئيسة الفرع النسوي وماري فرانس بوفيي ممثلة الفرع الدولي.
للمرة الثالثة تقريبا تحاول الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية اختراق النسيج الاقتصادي والصناعي ببومرداس وخلق هيكل تنظيمي في شكل إطار نقابي يجمع المقاولين وأرباب المؤسسات تحت مظلة «سيجيا» يكون بمثابة تكتل اقتصادي يضاف إلى القوى الناشطة في الميدان كان آخرها وليس ببعيد حضور رئيسة الكنفدرالية سعيدة نغزة بنفسها لتنصيب رئيس المكتب الولائي لكن الخطوة ولدت ميتة دون معرفة أسباب ذلك رغم الحضور المكثف للمقاولين من مختلف التخصصات والهالة الكبيرة التي أحيطت بالمبادرة وطريقة تضخيم الهيئة كمنافس قوي «»للافسيو».
اليوم تعاد الكرة ثانية لكن ليس بنفس الحدة والطريقة الشكلية التي قدمت بها ممثلة الكنفدرالية بولاية بومرداس، إن كانت عن طريق التعيين أو الإجماع من طرف المعنيين حتى تكون ممثلة وهو مستبعد بسبب الغياب التام ما عدا بعض الحرفيين وممثليهم في غرفة الصناعة التقليدية.
كما أن اللافت من خلال مداخلات الحضور وأصحاب المبادرة أظهرت أن الخطوة لم تنطلق من خلفية صلبة ومدونة تبرز خارطة توزع الأنشطة الاستثمارية بالولاية وأهم المناطق الصناعية والاقتصادية وحتى بعض الإحصائيات المتعلقة بواقع الاستثمار المحلي وعدد المؤسسات التي أنشئت في إطار»اوندي»، «الكالبيراف» وحتى تلك المؤسسات المصغرة والمتوسطة التي خلقت بواسطة أجهزة الدعم المحلية التي وضعتها الدولة لمساعدة الشباب وحاملي المشاريع على إنشاء مؤسسات اقتصادية، وكذا أبرز المشاكل والعقبات التي يتخبط فيها هذا القطاع..
تحديات جلب الاستثمار ومرافقة المستثمرين
اعتبرت الرئيسة الوطنية لفرع النساء للكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية صافية زغار «أن الهدف من فتح مكتب ولائي للكنفدرالية بولاية بومرداس هو لجلب الاستثمارات الوطنية والأجنبية في إطار القاعدة 51 / 49 وتشجيع الصناعيين والمتعاملين الاقتصاديين على اقتحام السوق المحلية والاستفادة من مختلف فرص الاستثمارات الموجودة خاصة في القطاع السياحي الذي لا يزال دون استغلال فعلي رغم القدرات الكبيرة التي تتميز بها الولاية ونفس الأمر بالنسبة للأنشطة الفلاحية والصناعية، والحرص أيضا على الاستماع والإنصات لمختلف المشاكل والانشغالات المطروحة ميدانيا وإداريا.
كما قدمت ممثلة»سيجيا» الملمح العام للكنفدرالية وأهم التصورات المستقبلية والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها في مجال تأطير المقاولين وأصحاب المؤسسات وتنظيمهم للدفاع عن حقوقهم في إطار القانون، مع التركيز على ميدان التكوين والتأهيل عن طريق تنظيم دورات تكوينية داخل وخارج الجزائر بالتنسيق مع مكتب المنظمة الدولية للشغل ومنظمة»بيسناس مان» تركز حول طرق إنشاء المؤسسات وتسييرها، مع فتح المجال للمستثمرين الجزائريين وخاصة في قطاع الصناعة التقليدية على المشاركة في التظاهرات الوطنية والدولية للتعريف بالمنتوج الجزائري»، لتعلن في الختام عن جملة من المشاريع التي قامت بها الكنفدرالية وتسعى إليها مستقبلا منها مبادرة إبرام اتفاقية تعاون مع جامعة كل من قسنطينة، بجاية وتلمسان لمساعدة الطلبة من حاملي ماستر على ولوج عالم الشغل وتوفير عدد من المناصب والسعي إلى إنشاء مدرسة دولية لتكوين المقاولين وجلب المكتب الدولي للمنظمة العالمية لأرباب العمل ليكون مقره بالجزائر.
ماري فرانس بوفيي: نسعى لجلب التجربة المقاولاتية للجزائر
أكدت رئيسة الفرع الدولي للنساء المقاولات على مستوى الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية ماري فرانس بوفيي في تدخلها «أن فرع المرأة المقاولاتية في الخارج يسعى إلى طرح مختلف التجارب الدولية في مجال الاستثمار وإنشاء المؤسسات في شتى القطاعات التي بإمكانها خلق الثروة والعمل على نقلها إلى المقاولين والمقاولات الجزائريات للاستفادة منها»، مشيرة إلى «أن الكنفدرالية تسعى إلى توطيد التعاون والتنسيق مع المنظمات والهيئات المحلية والدولية على غرار المكتب الدولي للشغل والمنظمة الدولية لأرباب العمل بهدف خلق الفرص وفتح الباب للمستثمرين الجزائريين للاستفادة من مزايا التكوين والاستشارات القانونية والمهنية في مجال إنشاء المؤسسات الاقتصادية.
في ردها على سؤال «الشعب» حول تقييمها لدرجة حضور المرأة الجزائرية في مجال الاستثمار وإنشاء المؤسسات المصغرة والمتوسطة خاصة في قطاع الحرف والصناعة التقليدية، اعترفت ماري فرانس»بقدرات المرأة الجزائرية في هذا المجال ودرجة حضورها في بعض المهن المعروفة ومدى إسهامها في تنشيط الاقتصاد المحلي والحفاظ على عدد من المهن الأخرى وهذا رغم الصعوبات الاجتماعية التي لا تزال تعترض طريقها بسبب التقاليد المحافظة وقلة الإمكانيات»، في حين ثمنت رئيسة مكتب بومرداس لويزة قادير هذه المبادرة، معتبرة إياها «خطوة نحو تثمين وتشجيع مختلف المبادرات في الميدان»، كما عبرت عن استعداداها «لتقديم يد المساعدة والتوجيه لكافة المقاولين وحاملي المشاريع لتجسيد مشاريعهم في الميدان».
يذكر أن الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية منتشرة حاليا على مستوى 42 ولاية ومنخرطين قدرتهم صافية زغار بحوالي 5 آلاف منخرط في مختلف الأنشطة الاقتصادية والحرفية مع التركيز أكثر على قطاعات البناء والأشغال العمومية، الري، الخدمات وغيرها من القطاعات الأخرى، كما تسعى إلى لم شمل المقاولين والمستثمرين بولاية بومرداس الذين يجابهون عديد الصعوبات في الميدان بالخصوص مشكل العقار الصناعي نتيجة تأخر تهيئة مناطق النشاطات المتوقفة عبر عدد من البلديات والمشاريع المقترحة كمنطقة الزعاترة بزموري ومنطقة الاربعطاش وصعوبة استرجاع العقار الموزع وقرارات الاستفادة للعشرات من أشباه المقاولين الذين استفادوا سابقا من عقار صناعي دون تجسيد مشاريعهم الاستثمارية وأخرى حولت عن نشاطها، وانشغالات أخرى تتعلق بالمرافقة البنكية البطيئة، عدم احترام نسبة 20 بالمائة من الصفقات العمومية المخصصة للشباب المقاول الذين أنشؤوا مؤسسات في إطار أونساج، أونجام، أوندي، إضافة إلى أزمة الضرائب والتأمينات، الصعوبات الإدارية في تسوية الفواتر وغيرها من العقبات.